فصل من روايتي القادمة: ثيتا

 هذه الليلة هادئة أكثر من اللازم، فلا صوت كلاب تنبح من جحيمٍ ما، ولا حتى أبواق سيارات، لا شيء سوى صوت موسيقى هادئة ينبعث من الشقة المقابلة.

وعبر غلالة وضعت على النافذة، لمحت طيف فتاة ترسم، لم أتبيّن ملامحها من خلال هذه المسافة، لكن أشعر بأنها جميلة.

نادرًا ما خاب شعوري حيال جمال امرأة، لا زلت أذكر شهقة عاملة الهاتف حين وصفتها بدقة دون أن أراها، معتمدًا فقط على صوتها.

يقطع أفكاري ألم يبدأ من فكيّ السفلي ويمتد ليشمل جسدي كله، دقات الساعة تشبه مطارق تدكّ أسوار عقلي. ورغم معرفتي بخطرها، لكنني أشعل سيجارة أخيرة، وأدعو الله ألّا يزداد الألم.

أين زوجتي؟ لماذا لا تسهر على راحتي؟

أقف على باب غرفة النوم، اتأملها: لا زالت جميلة.. بعض الشيء

أقترب من سرير طفلي، اتأمل ارتفاع صدره وانخفاضه مع كل نفسٍ يأخذه، يزداد ألم فكي وأشعر بعجزٍ عن الوقوف. فأعود إلى المطبخ لأبحث عمّا يؤكل، استند إلى باب الثلاجة.. أنا غير سعيدٍ بالمرة، ودقات الساعة تزيد بؤسي. أتمدد على أرضية المطبخ لأغرق في نومٍ عميق.

في ذلك المساء، وبينما كنت أقلّب قنوات التلفاز، لفت نظري اسم فيلم بدأ للتو، وبعد انقضاء نصفه، شعرت كما لو أن كهرباء الحيّ بأكلمه صعقتني:

ماذا لو كان زوجي -على شاكلة بطل الفيلم- يكتب رسائل لنفسه.

ليلتها، انتظرت ريثما استغرق في النوم (على أرضية المطبخ كعادته)، وانتشلت رسالتين من درج مكتبه.
لا أظنني قادرة على وصف إحساسي حين اكتشفت صحة توقعاتي. زوجي تيّم يكتب رسائل لنفسه ويردّ عليها كما لو كان يحادث فتاة.

Explore More

لقد نفذ رصيدكم

0 الحلقه الاولى “قد اوشك رصيدكم على النفاذ ” حين نعانق الراحلين في لقاء الوداع الاخير لم يبق لنا سوى دموع تبحر

“الممر”

+2 في ذلك الممر الذي لا تري فيه إلا الظلام ولا تسمع إلا صوت أنفاسك المتقطعة كان يقف “فريد” ناظرا حوله محاولا

أنا لست خائفا

0 أنا لست خائف ( الجنية السوداء آكلة الدم) منذ ايام قليله كنت في زيارة الي أحد اخوالي في محافظة الغربية بالتحديد

Add a comment