ذات يوم كنت هنا جالسة على حدود الدنيا ألعن يوم ولادتى وأبكى ما بى من آلالام. كنت هنا واقفة فى شرفة الزمن وأنظر لخيباتى فى سماء أحلامى ، انظر لها نظرة تلك التى فقدت نفسها والتى تشعر بالوحدة رغم وجود الجميع من حولها ، انا أدرى جيدًا إن تبرأت منى الحياة فسوف يكون هناك قلوب تربت على قلبى ويضمون وجعى بضحكتهم الطيبة ولكنهم سيفعلون ذلك بدون أن يستطيعوا فهم ما أنا به . فى زمان ملئ بالسعادة لا تعرف لى طريق كنت جالسة على قارعة طريق أمالى منتظرة أحلامى وأنا أنظر للفراغ بداخلى وأحاول أن اتماسك وأقلل سطوة ما بى من تشرد . ذات مساء زارنى طيف رجل يرتدى السعادة فى كِبر ولكن هيهات فعيناه تكاد تقطر حُزنًا . أتى وجلس على طرف حلمى تفصلنا التعاسة فى زمن تتوالى فيه علينا سيوف فقد قائلاً لى عيناكِ! قلت له هاربة ما بها ! عيناى ؟ قال : حزينة ، ما الذى يؤرق عيناكِ ؟! واستكمل كلامه ضاحكًا ، أيؤرق عيناكِ رجلاً ؟! نظرت ليه وكل ما بى يشتعل غضباً و أردت لو إن اصفعه بالكلمات ولكن كل ما استطعت قوله حينها يؤرق عيناى حلم . نظر إلى وضحك ضحكة كنت أظن من فرط الوجع بها سيبكى بعدها ولكنه صمت قليلاً ثم قال لى لما حُزنك ملائكى ؟! فقلت له ولما عيناك مليئة بحزن الأوطان ، قال مكابراً أنا هنا فقط من يسأل ، نظرت بعيداً غير آبيه لما قاله وأكملت كلامى كما لو لم تستوقفنى عجرفة رجل ، نظرة عيناك كنظرة وطن يطل على نفسه من وراء حصار الأعداء ، نظرة وطن حزين باعه حكام وخانه فئة من أبنائه ، نظرة وطن كان يأمل فى أن يتجرع دم أعدائه بدلاً من أبنائه الذين ضحوا بحياتهم بدلاً عنه ، وطن ….. أنسدل ستار الخيال وصفعنى بأختفاءه فجأة وتمنيت لو أن تختفى أحزانى مثلما أختفى . ذات يوم كنت هنا أُقبل أحلامى كل مساء وأرعاها كما ترعى الأم صغارها ولكن الدنيا لفظتنى لمكان نوره عتمه ، ما زلت أتذكر يومى الأول واللحظة التى أبصرت فيها واقعى الجديد وبدأت فى تنفس عطر أحلامى غير خائفة من أن تصبح أحلامى معطوبة واتنفس منها بقدر يفسد رئتاى ، فى ذات اليوم تسلقت أمالى وحينما لمحت طرف الحياة رفعت يدى ألوح لها باسمة وازدادت سعادتى حينما رأيتها ايضاً ترفع يدها ولكن فسرعان ما تحولت سعادتى لخوف حينما كست القسوة وجهها وأنا أراها وهى تنزل بيدها على وجهى وصفعتنى صفعة جعلت الأحلام تتساقط وتتحول لشظايا أحلام ليس لتحقيقها رجاء ، أتذكر وقتها وقوفى سريعًا لإزالة غبار البُكاء عن عيناى حتى لا أبكى وأظهر ضعفى للحياة رغم احتياجى وقتها للبكاء على نفسى والبكاء نيابة عن أحلامى التى سقطت أشلاء دامية . ذات مساء استيقظت على صوت فقدى أتحسس جدار الحياة بى ولكن سرعان ما أنتابنى الوهن وأصيب أملى بوعكة صحية نتيجة لهبوط حاد فى رأفة الحياة بى وحينها أدركت أننى وقعت من يدها . ذات يوم تجمع البكاء فى حنجرتى و عصى عليا البكاء وحينها كدت أختنق فخرجت أستنشق بعض الهواء ورفعت عيناى للسماء المليئة بالغيوم وتمنيت حينها لو إنى أتحول لغيمة وأمطر ما بى من وجع . اليوم وكعادة كل يوم ها أنا أجذب أحزانى خلفى وابدأ فى أستحضار شبخ خيباتى وأرقص على ترنيمة وجعى الممزوجة بحشرجة بكائى ثم أجلس وأحتضن وسادة حلمى الجديد وألا و هو الموت ، ذات يوم كنت أضحك
لقد نفذ رصيدكم
0 الحلقه الاولى “قد اوشك رصيدكم على النفاذ ” حين نعانق الراحلين في لقاء الوداع الاخير لم يبق لنا سوى دموع تبحر
Add a comment