رحلة سماءج2
بعد مرور عشر سنوات من المرض الذي جاء لسماء في منطقة الحلق والحنجرة والتي تعافت منه وتعالجت في مستشفى سرطان الاطفال اصبحت سماء الآن شابة في التاسعة عشر من عمرها حيث انتهت من دراستها الثانوية وفي تلك الفترة كانت تعرضت شركة والدها لسيل من الديون إلى أن أشهر عز الدين افلاسه وأغلق مكتبه وأصبح طريح الفراش لا يتحرك سوى للضرورة القضوى نتيجة لسهرات القمار التي كان يقضيها للفجر مع رفقاء السوء الذين علموه القمار وشرب الخمر حتى أضاع نفسه وعرض شركته للافلاس واشترى أحد البنوك منزله الفاخر الكبير الذي كان يطل على نهر النيل والآن هو استأجر شقة صغيرة فقيرة بجانب جامعة القاهرة حيث التحقت سماء بكلية الاعلام قسم علاقات عامة واعلان ومن هنا أصبح عز ضئيل الحجم ضعيف وقليل الحيلة حيث لا يأكل ولا يشرب سوى القليل مع الكثير من العقاقير نظرا لسوء حالته الصحية وأصبح محني الظهر ضعيف النظر والسمع
ففي صباح كل يوم تستيقظ سماء من نومها حيث اعتادت الاعتماد هلى نفسها تحضر لوالدها وجبتي الافطار والغذاء ثم تذهب للجامعة وتعود في وقت متأخر يصل للثامنة مساءا فكانت كل صباح تلتقي بزملاؤها في محطة المترو لأن ليس لديهم سيارة وكان في يوم من الايام هناك عطل ما في المترو وتأخرت سماء وزميلتها على موعد المحاضرة وكان موعد محاضرة الدكتور أحمد عبد المنعم أستاذ الاعلان وتأخرت سماء في دخول المحاضرة فاستأذنت سماء في الدخول فرد عليها الدكتور احمد بصوت عال” آسف يا آنسة فلا أحد يدخل بعدي…ساعات تحدث لي مثلكم ظروف خارجة عن ارادتي ومع ذلك لن أتأخر مرة عن موعدي معكم فلماذا لا تعاملوني بالمثل…فأرجو لا يتأخر أحد عن محاضراتي مرة أخرى” وخرجت سماء تبكي خارج القاعة تارة وتسمع المحاضرة تارة أخرى حتى لا يفوتها شيء ما وعلى الرغم من سماع الدكتور أحمد بكاء سماء حيث كانت تبكي بحرقة وتقول” وانا ما ذمبي؟ كيف آتي للجامعة دون أن اخدم والدي الذي أفنى عمره في خدمتي وانا صغيرة …وما ذمبي في تعطل وسيلة المواصلات الوحيدة التي تسهل علي أموري؟ما ذمبي انا؟” إلا انه لا يبالي وأكمل الكلام في موضوع المحاضرة حتى انتهت المحاضرة وخرج كل الطلاب والتفوا حول سماء وأخذوا يهدءوا من روعها حتى ناداها الدكتور أحمد بصوت عال :سماء…تعالي معي….واصطحبها لمكتبه بحنان :اجلسي يا سماء…لماذا تبكي بكل تلك الحرقة؟
سما: انا أحب تلك المادة وحضور محاضراتها ولكن ظروفنا صعبة يا دكتور أحمد فأنا أخدم والدي المريض ووالدتي توفاها الله منذ صغري
احمد: وما الذي منعك من الحضور اليوم ولماذا تأخرتي؟
سما: لقد تعطل المترو اليوم واضطررت للمجئ بالتاكسي وكانت الدنيا بها زحام شديد فظانا آسفة ولكنه ليس بيدي
احمد: أين تسكني؟
سما: أسكن مع والدي المسن الكبير في منزل بسيط للغاية بجوار الكلية
أحمد : سماء هذا رقم هاتفي المحمول وأنتي اعطيني رقم هاتفك المحمول وسأصطحبك معي في يوم الثلاثاء من كل أسبوع لكي تحضري محاضرتي في موعدها
من ناحية أخرى استيقظ الاستاذ عز في الثانية عشر ظهرا ليتوضأ ويصلي الظهر وقد تناول افطاره والدواء وأمسك بهاتفه المحمول ليتفقد رسائل الواتساب فوجد الواتساب الخاص بهدى السكرتيرة مغلق فاتصل بها على الهاتف المحمول التي كانت تعمل سكرتيرة بالشركة ودعاها لكي تقضي معه يومه وتعطيه الادوية إلى أن تنتهي سماء من يومها الدراسي في الجامعة وبعد المكالمة بربع ساعة رن جرس الباب فقام من سريره كي يفتح الباب فيسير ببطء نحو الباب ثم يفتح ببطء وكانت هدى ودخلت وبدلت ملابسها وظلت مع الاستاذ عز ونامت معه في سريره حيث انه يحبها ويعشقها حتى نسيت نفسها وكانت السابعة والنصف مساءا ومع اقتراب موعد قدوم سما من الجامعة قامت مسرعة وبدلت ملابسها ونزلت من منزل عز الدين مسرعة وكانت سماء قد وصلت المنزل وشاهدتها وهي تنزل مسرعة تلتقط أنفاسها فذهبت سماء مسرعة للمنزل لتتناول الطعام مع والدها ثم تعطيه الأدوية حسب المواعيد وعندما كانت تعطي والدها الادوية سألته :والدي العزيز,,,,لقد شاهدت فتاة صغيرة جميلة ذات شعر بني طويل وعينان لبنيتان كموج البحر كانت تجري على السلم …وعندما شاهتني خافت وأخذت تجري في الشارع من تلك الفتاة؟
عز: لا عليك يا ابنتي لا اعرفها ربما تكون خرجت من شقة أحد الجيران
سما: ربما يا والدي
عز: ولكن ما بك أراك مندهشة وحزينة …
سما: لا عليك يا والدي حدث حادث ما لأحد زملائي في الجامعة وهو الآن في المستشفى الجامعي
تتركه وتذهب وهي مندهشة تفكر فيما قاله لها وتذهب لغرفتها وتغلق الباب وتفتح الواتساب الخاص بها وتتحدث مع زميلتها كارما التي تركب معها المترو وتتحدث معها وتروي لها كل ما دار بينها وبين والدها:تصوري يا كارما اليوم حدث شيء غريب
كارما: ما بك يا سما
سما: اليوم كان مع والدي في المنزل فتاة صغيرة ولكنه قال لي انها كانت عند أحد الجيران ولكن أحساسي لن يخزلني انها كانت مع أبي ونامت على السرير بجانبه مكان أمي رحمة الله عليها يا ترى يا كارما من تكون تلك الفتاة يا ترى؟ وماذا تريد من أبي؟
كارما: احذري يا سما غمعظم الرجال الكبار والمسنين يشتاقوا للفتيات الصغيرات فربما يكون أبيك منهم والله اعلم دعينا نتأكد …وأغلقت سماء الهاتف وظلت في غرفتها تفكر في نفسها”من تكون تلك الفتاة؟ ولمن أتت هنا في هذا المنزل فالجميع من ذوي الوظائف المرموقة ومتزوجين وأنجالهم في وظائف مرموقة ولا تسمح لهم وظائفهم بأن يفعلوا ذلك ….إذن فهي أتت هنا لأبي وجلست معه ونامت على سرير والدتي؟ هل دخلت هنا إلى غرفتي؟ هل هي خادمة؟ لا لن تكن خادمة فهي فتاة يبدو عليها الاحترام والوقار …لابد من مراقبة هذا هو الحل الوحيد …لقد أصابني وجع رأس سآخذ الدواء وأنام ” وأغلقت الضوء ونامت بعد أن اطمأنت على والدها أنه نام هو الآخر وظلت سماء تراقب أبيها وهاتفه وكانت الفتاة هدى تهاتفه وهو يرد عليها دزن ان يسمعه أحد ويغلق عليه الباب بل ويغلق جرس الهاتف حتى لا تسمعه سماء ومع ذلك استمرت سماء في مراقبة الهاتف ومراقبة تحركات أبيها
في صباح يوم الجمعة استيقظ عز الدين على رنة هاتفه المحمول وكان نسي أن يغلق الجرس وخرجت سماء على أطراف أصابعها تقف على باب غرفة أبيها تتسمع المكالمة التي كانت بين والدها والفتاة وسمعته انه ذاهب لمقابلتها عقب صلاة الجمعة وأخذت قرارها وارتدت ملابسها وتنكرت والفرحة تتضح على وجهها وابتسامتها المعهودة على شفتيها وكانت ترقص وتغني مثل العصافير وقابلت أبيها وكأنها لم تعلم شيء :صباح الخير يا والدي هيا نفطر ثم اعطيك الدواء لأني ذاهبة مع زملائي
عز: أين؟
سما:نتنزه ونأكل بعض الساندويتشات ونحتسي بعض الحلوى
عز: ازافق ولكن لا تتأخري لتعطيني أدوية المساء قبل النوم
سماء:تضحك بفرحة” :لا تقلق يا أبي سأكون هنا قبل موعد الدواء لا تقلق …شكرا لك يا والدي العزيز
وانتظرت سما حتى ذهب والدها لآداء صلاة الجمعة في المسجد الواقع خلف المنزل واستعدت سما للذهاب لمراقبة أبيها وهو ذاهب يقابل محبوبته في الحديقة الدولية في مدينة نصر وارتدت سماء ملابس تنكرية وتنكرت حتى لا يعرفها والدها واستعدت كي تراقبه وهو يقابل محبوبته “هدى” هناك وذهبت سما قبل والدها وترقبت قدومه فعندما دخل من باب الحديقة ظل يتلفت حوله وظلت سماء تتلفت خلفه حتى ذهب للمكان الموعود وذهبت خلفه سماء وظلت واقفة قريبة منهم ولكنهم لم يعرفوها ولاحتى زملاؤها لم يعرفوها فقابلوها واندهشوا من شكلها فأمرتهم ان يخفضوا أصواتهم حتى لا يلاحظها أبيها وعشيقته حتى سمعتهما وهما يتفقا على الزواج العرفي فطارت سما مع زملاؤها للمنزل بعد ان قضت اليوم مع زملاؤها وكانت في المنزل قبل والدها حتى لا يلحظ أحد أي شيء زعندما عاد والدها إلى المنزل سمع صوت بكاء عال والمنزل مظلم فدخل إلى غرفته فلم يجد أحد فدخل لغرفة سماء وجد الغرفة مظلمة وهي جالسة تبكي بحرقة فأضاء الضوء وجلس بجانبها وسألها:لماذا تبكي يا صغيرتي؟
أجابت:لاشيء فقط تذكرت والدتي وكم اشتقت لها وكم انا وحيدة من دونها؟
عز: لماذا يا سما؟ الست معكي؟لا…أرى أن هناك شيء آخر أخبريني الحقيقة
سما: ليس الآن ولكن عندما أذهب لزيارة قبر والدتي في صباح غد
في صباح اليوم التالي ذهبت سما إلى الجامعة بالمترو كالمعتاد وعندما دخلت من باب كلية الاعلام وجدت الاعلان عن حفل كبير تنظمه الجامعة احتفالا باليوبيل الذهبي لانشاءها بحضور رئيس الجامعة وعمداء الكليات المختلفة ولفيف من الاساتذة وأعلنوا عن حاجتهم لمواهب في الغناء والتمثيل للحفل فعندما قرأت سما الاعلان ذهبت على الفور لمكان التقديم للمواهب وأيدت اسمها في كشف المواهب في مكتب رعاية الشباب بالكلية وعندها انتهت من تسجيل اسمها ذهبت لتنتظر حتى تدخل للجنة الاستماع كما أمرها الموظف ودخلت سماء وأدت أغنية “ليالي الانس في فيينا” وأدتها ببراعة شديدة أدهشت اللجنة فشجعتها اللجنة وأعطت لها الفقرة الرئيسية في الحفل وكان عليها حفظ أغنيتين كبيرتين حيث انها من اهم حفلات الجامعة وستصور تليفزيونيا…وخرجت سما من الجامعة وتوجهت لمنزلها لتخبر والدها بما حدث وفكرت ان تؤجل الموضوع التي كانت تفكر فيه إلى ما بعد الحفل حتى تستطع ان تركز في دراستها وموهبتها كما وعدت والدها وانتهت من يومها الدراسي وعادت كالعادة في الثامنة مساءا ولكن كان هناك عطل مرة أخرى في مترو الانفاق فاستقلت التاكسي وأثناء ما كانت ذاهبة في طريقها للمنزل شاهدت اعلان عن بدء الموسم الجديد من برنامج اكتشاف المواهب الغنائية للكبار فبدأت تتذكر وترجع بذاكرتها عشر سنوات عندما كانت في برنامج الاطفال وحدث ما حدث أخذت تفكر وتسأل نفسها”ياااااااااااه…ماذا افعل؟هل اتقدم؟ هل أشارك؟ وماذا عن حلقي؟ وأبي هل سيستطع السفر معي مثل زمان؟ ماذا افعل .لابد ان أشارك وتلك المرة سأقاتل لأحقق حلمي ولابد أن أحققه ” وتذكرت حادثة والدتها وكيف توفيت وظلت تتذكر وتبكي طوال الطريق حتى وصلت لمنزلها وعندما وصلت للمنزل ظلت تمسح دموعها وتمحي آثار الجزن من على وجهها حتى لا يلاحظ والدها المريض ودخلت عليه وهي تضحك وفرحة لأنها ستشارك في حفل الجامعة في الفقرة الرئيسية وتغني امام أساتذتها ورئيس الجامعة فسألها: مابك يا ابنتي ؟ اشعر انك تخفي شيء ما
سما: با انا في غاية السعادة سأغني في حفل اليوبيل الذهبي للجامعة أمام زملائي وأساتذتي ورئيس الجامعة وأسندوا لي الفقرة الرئيسية
عز: ولكن أخشى ان يعرقل ذلك دراستك وتفوقك يا سما
سما: لا يا أبي لا تقلق ولكن هناك أمر آخر كنت أريد مفاتحتك فيه ولكن أجلته لبعد الحفل واستعد لأنك ستأتي معي
عز: ليتم تأجيله بعد الحفل
وبدأت سماء تستعد للحفل بحفظ الاغاني والتدريب عليها قرابة شهر ووضع منظميه كل الثقة في سماء لصوتها العذب وبراعتها في آداء اصغب الاغاني التي ستغنيها في الخفل وبعد هذا الشهر والذي بذلت فيه سما مجهودات كبيرة لتستعد جيدا جاء اليوم الموعود يوم الحفل واستيقظت سماح في الصباح الباكر على الآم في حلقها وشعرت بأن صوتها محبوس فذهبت تلحق بوالدها: أغثني يا والدي..زألام في حلقي وصوتي محبوس لا استطع الغناء
عز: بل هذا يوم مهم في حياتك يا سما ربما أخذتي نزلة برد حادة واعطاها بعض أدوية الحلق والزور حتى استعادت قوتها واستكملت استعداداتها للحفل حيث ذهبت لمصفف الشعر الواقع خلف المنزل بجانب المسجد وصففت شعرها ثم واحتست بعض المشروبا ت الساخنة ثم ذهبت للكلية لتستعد مع الفرقة وتتمرن على الاغاني لأخر مرة لتتأكد من حفظها وأنها ستؤديها ببراعة أمام الجمهور والزملاء ورئيس الجامعة حتى حانت السادسة موعد بدء الحفل فتأهب والدها وارتدي بدلته القديمة والقميص وربطة عنق جميلة وذهب للحفل واستقبلته سماء وعندما دقت الثامنة ساد الصمت في ارجاء المكان الا من دقات المسرح اعلانا عن بدء الحفل الذي بدأ بكلمة رئيس الجامعة ثم عمداء الكليات ثم تكريم الطلبة المثاليين ثم بدأ الجزء الثاني في التاسعة والنصف بدأت الفقرات الفنية المختلفة من رقص واستعراضات وغناء حتى الحادية عشر موعد صعود سماء على المسرح والتي قوبلت بعاصفة مدوية من التصفيق الحار وبدأت تشدو بأغاني زمن الفن الجميل للسيدة أم كلثوم وأسمهان …أغنيتان ثقيلتان ولكن أدتهما سماء ببراعة شديدة وعندما انتهت سما من فقرتها صافحت رئيس الجامعة فسألها: مااسمك؟
سما: سماء عز الدين؟
فخري: في اي كلية تدرسي
سما: الاعلام قسم علاقات عامة واعلان
وكان من بين الحضور الدكتور أحمد أستاذ مادة الرأي العام ومادة الاعلانات فصافحها وهو مبتسم “أحسنتي يا سما…بل ابدعتي..سآتي لأخذك معي لتلحقي غدا بالمحاضرة ولا تدخلي بعدي المحاضرة فضحكت وانصرفت وأخذت والدها وخرجت من مكان الحفل وذهب لوالدها فصافحه وبدأ يعرفه بنفسه “انا الدكتور أحمد أدرس لابنتك مواد بالقسم واقول لك انها تمتلك موهبة وصوت كبيرين جدا يجب استغلالها الاستغلال الامثل …ثم ذهب لسماء واتفق معها أنه سيأخذها من المنزل في الثامنة صباحا إلى الجامعة بسيارته فذهب اليها والدها وسألها :ماذا كان يريد منك انه كان يتحدث معي؟
سما: كان يقول لي انه سيأخذني من تحت المنزل لأذهب معه للجامعة لألحق بموعد المحاضرة
عز: ولماذا أنتي تحديدا؟ ماذا يريد منك؟
سما: لا شيء انه يشفق علي من بعد ان بكيت لأنه لم يسمح لي بدخول المحاضرة لأني تأخرت على موعدها بسبب عطل المترو ةالآن يطلب مني معرفة عنوان المنزل كي يأخذها معه إلى الجامعة يوم المحاضرة بسيارته
عز الدين: اخطأتي يا ابنتي..سأعطيكي ما يكفي من النقود حتى تلحقي بمحاضرتك دون حاجتنا لأحد حتى لو كلفني هذا ان أموت جوعا او أحرم من علاجي في سبيل ألا تري بعينك الذل والهوان ولكن اياك ان يستغل ضعفك أحد ..زإياك والذل والهوان لابد ان تكون رأسك مرفوعة دائما فأنت الاعلامية سماء عز الدين
وصل الاستاذ عز الدين للمنزل ومعه سما التي كانت مرهقة جدا ودخلا المنزل في صمت وتذكرت الفتاة الصغيرة ذات الشعر البني الطويل والعينان الزرقاوتين كموج البحر فسألت والدها مندهشة:من تلك الفتاة يا أبي هل تعرفها؟
عز الدين: “أكثر اندهاشا وارتباك “:عمن تتحدثي يا ابنتي؟ وضحي كلامك
سماء: كانت هناك يوم الخميس الماضي في المساء وشاهدتها وانا عائدة من الكلية ذات مساء وعندما شاهدتني اسرعت نحو الشارع العمومي تجري حتى وقعت على الارض من شدة ارتباكها عندما لاحظتها
عز: لا اعرفها انتي مخطئة فتلك الفتاة غريبة عني
سماء”بلهجة حازمة وشديدة”:لا تكذب يا والدي لقد عرفت كل شيء وقصة الحب التي بدأتوها من خلف ظهري ووعدك لها بالزواج ….أتريد ان تكون تلك السيدة اللعوب بديلا لوالدتي الشريفة العفيفة وتترك سماء الغرفة وتخرج غاضبة تبكي.وعز في غرفته يتحدث مع نفسه”لماذا يا سما؟ وماذا افعل الان؟ لقد تخطيت الستين من عمري وصبحت لا استطع العيش بمفردي وأنتي ستتزوجي يوما وتتركيني ..ماذا افعل ؟ساعدني يا ربي؟”
وفي اليوم التالي تعود سماء من كليتها في السادسة مساء تستقل مترو الانفاق وفي طريقها لمحطة المترو هي وزميلاتها شاهدت سماء اعلانات الاستعدادات للموسم الجديد من برنامج اكتشاف المواهب للشباب فوقفت سما أمام الاعلان وظلت تتذكر كل ما حدث لها عندما شاركت في برنامج اكتشاف مواهب الاطفال في وسط الحاح من زميلاتها على المشاركة في المسابقة ونسيان ما حدث لها في طفولتها وهي صامتة تتأمل وتبكي تسترجع شريط ذكريات الطفولة برمتها حتى يأتي المترو ويستقلوه إلى منزل سماء وعندما تدخل المنزل ويرى والدها عيناها مليئة بالدموع والحزن مالي وجهها يسألها في دهشة:ما بك يا ابنتي اليوم؟ أفاتتك المحاضرة؟
سماء:لا يا أبي فقط تذكرت والدتي
عز: حسنا سنذهب الجمعة القادمة لقراءة الفاتحة وزيارة قبرها ولكن ما الذي جعلك تتذكرينها اليوم
سماء: لأن شاهدت ملصق لاعلان الاستعدادات لموسم برنامج اكتشاف المواهب للشباب الجديد وقد الحت عليا زميلاتي للاشتراك في المسابقة بعد الآداء المبدع الذي قدمته في حفل الجامعة
عز الدين: والدراسة يا ابنتي ؟كيف تتركيها وتسافري؟
سماء:تلك هي فرصة عمري يا أبي لقد فشلت وأنا طفلة وكل أمنيتي ان اوفق في مرحلة الشباب …فلا تتردد في الموافقة يا أبي
عز”يتنهد”:بشرط ان تعوضي دراستك وتعودي للنجاح بتفوق ولا تقصري في واجباتك أبدا
سما”فرحة وتزقزق مثل الطيور”:شكرا يا والدي والآن ماذا سنفعل؟
عز:سنأخذ مقطع كنت قد صورته لك في الحفل وانقليه لهاتفك لكي ترفقيه مع الاستمارة التي تملأيها من أجل تسجيل الاشتراك …وأرسل عز مقطع الفيديو لهاتف سماء عبر الواتساب وأخذته سماء ووضعته على ذاكرة الهاتف وقامت بملئ الاستمارة على موقع القناة على شبكة الانترنت وأرفقت الفيديو مع الاستمارة وأرسلتهم لأدارة القناة…ودخلت غرفتها بدلت ملابسها واستعدت للنوم بعد أن أعطت والدها الأدوية
وبعد خمسة ايام من هذا اليوم وكان يوم الجمعة أجازة سما من الكلية والكل استيقظ من نومه وكانوا يستعدوا للذهاب للمقابر لزيارة قبر والدة سماء وقراءة الفاتحة لها وأثناء ما كانت تستعد سماء للذهاب مع والدها رن جرس هاتفها المحمول ووجدت رقم غريب طويل فردت في دهشة:الو
نادر:الو صباح الخير آنسة سماء عز الدين؟
سما:نعم من معي يا فندم؟
نادر:معك نادر شعبان مندوب قناة الأم بي سي
سماء:أهلا وسهلا
نادر:لقد تلقينا طلبك للاشتراك في الموسم الجديد من برنامج اكتشاف المواهب للشباب وستخضعي للاختبار الاول هنا في القاهرة يوم الاحد القادم في التاسعة صباحا في شارع عبد الخالق ثروت وسط البلد…ومن الافضل أن تكوني بمفردك
سما: بمفردي …ممكن يأتي معي والدي او صديقتي
نادر:صديقتك يا سما أفضل
سما: حسنا سأكون موجودة في الموعد
وذهبت سما تروي لوالدها ما حدث لها والمكالمة التي أتت لها وما قاله لها الاستاذ نادر مندوب الأم بي سي وهي في منعتهى السعادة لأنها ستخوض اول اختبار وظلت تحكي لوالدها ونسوا مشوار المقابر ووالدتها وقراءة الفاتحة لها فحان وقت صلاة الجمعة وذهب عز لآداء الصلاة وطلب من سما تستعد لزيارة قبر والدتها واخبارها بكل ما دار في المكالمة لأن روحها ستفرح لها وستبارك خطواتها …هكذا فهمها والدها..وفجأة توقف وسرح لثوان:ولكن ماذا عن محاضراتك وكيف ستلحقي بها
سما:سأنقلها من احدى زميلاتي…وفي يوم الاحد تبدأ اولى محاضراتي عند الثانية عشر ظهراعز”بصوت حازم”:احذري يا سما…دراستك اولا وقبل كل شيء
وفي صباح يوم الاحد وهو يوم لاختبار الأول لصوت سماء واستيقظت سما من نومها في الساعة السابعة صباحا تناولت افطارها وأعطت والدها الأدوية وأخذت تستعد للموعد المنتظر وتسأل والدها:ألم تستعد يا والدي؟
عز”يا ابنتي لقد تقدم بي العمر وأنتي لآن شابة تستطعى الاعتماد على نفسك اذهبي انتي وسأدعو لك بالتوفيق وعندما تنتهي هاتفيني او ارسلي لي واتساب يفيد بأنك انتهيتي…
وتذهب سماء وحدها مستقلة التاكسي حتى وسط البلد في العنوان وتصل في الموعد المحدد لها …تشعر سماء ببعض الآم في الحلق والحنجرة وتشعر باحتباس في صوتها قبل أن تدخل للجنة بربع ساعة وتظل تتذكر ذات الموقف وهي صغيرة وتذهب للصيدلية وتشتري الدواء المسكن وتأخذه وتعود سما لنشاطها و تنتظر دورها في الدخول للجنة وفجأة وعلى غير انتظار تلتقي بزميلة لها من ايام الدراسة الابتدائية اسمها “لوسيندا” وتحتضنها وجلسا يتذكرا سويا أيام الدراسة في المدرسة الابتدائية وجاء موعد المسابقة وظلوا ينادوا الاسماء الاسم يلو الآخر وجاء اسم “لوسيندا” ودخلت و انتهت من أغنيتها وخرجت وطمأنت سما وقالت لها”لا تخافي انهم طيبون جدا ” ودخلت سما وفاجأتها نفس آلام الحلق الشديد الذي داهمها وهي صغيرة ووجدت صوتها يحتبس مرة أخرى وظلت تحاول الغناء ولكنها بدأت تتوتر وتبكي وتقول في نفسها” ما هذا؟اذلك المرض مرة أخرى؟يداهمني وانا شابة مثلما داهمني وانا صغيرة؟ ولكن اليوم انا وحدي ماذا افعل؟” وظلت تنظر للجنة وهي تبكي بحرقة لأنها لم تستطع الغناء وكانت اللجنة مكونة من ثلاث افراد سيدة طويلة القامة بشعر اسود طويل وعينان عسليتان ورجلين احدهما سمين وقصير القامة والآخر رفيع وطويل القامة ويرتدي نظارة ودخلت سما وهي تبكي ومرتعشة من هول ما حدث ولأنها اليوم وحدها دون ان يدعمها أجد فتذكرت والدتها وبكت ..فعندما دخلت كان يظهر عليها الضعف والارتباك وحاولت ان تغني حتى اوقفها الاستاذ”ناصر”:ما اسمك يا فتاة؟
سما:اسمي”سما عز الدين”
دزناصر:لماذا ترتعشي؟مما تخافي؟
سما:لأني وحدي اليوم ولن ياتي معي أحد
د.ناصر:نحن في العادة لا نرحم أحد ولا نعطي أحد فرصة ثانية ولكن رأيت في صوتك خامة جيدة وحرام الا تشتركي في الموسم الجديد من البرنامج فأرجو ان تهدأي وتلتقطي انفاسك وتعاودي الغناء من جديد
سما”شكرا لكرم اخلاقك والتقطت سما انفاسها وهدأت وغنت من الأةل وشدت بأغنية لكوكب الشرق ام كلثوم وأبدعت وأطربت اللجنة بصوتها العذب الرنان الملئ بالشجن كتغريد الطيور في الصباح
وبعد هذا اليوم بأسسبوعين استيقظت سما في يوم الخميس كانت تستعد للذهاب للجامعة في العاشرة صباحا وزن جرس الهاتف فاستيقظ عز الدين وهو يتأفف من الاستيقاظ مبكرا لأنه مريض ويحتاج للراحة التامة واستيقظ وكان يرد على الهاتف وكان الاستاذ نادر:صباح الخير…منزل سما عز الدين
عز: انا والدها من معي؟
نادر:معك الاستاذ نادر من قناوت الام بي سي
عز الدين:هي تستعد للذهاب للجامعة اي خدمة يا استاذ نادر؟
نادر: نريد أن نبلغها أنها اجتازت الاختبار الاولي بنجاح وهي تأهلت للمرحلة التالية في لبنان ونريد مقابلتك لترتيب كيف سنعطيها بطاقة التأهل وكيف ستكون المفاجأة تلك المرة
عز الدين: لنجعلها تلك المرة في الجامعة وسط زملاؤها في احدى محاضراتها وسنتفق معا لنذهب للجامعة ونحضر للمفاجأة بالترتيب مع رئيس الجامعة وعميد الكلية
نادر: حسنا انت معك هاتفي المحمول سأنتظؤ مكالمتك ولكن ارجو عدم اخبارها الآن
وفي السادسة مساءا وصلت سماء للمنزل بعد يوم دراسي شاق في الكلية وجلست تتناول الغذاء مع والدها وسألها في اندهاش:ألم يهاتفك رقم غريب على هاتفك اليوم؟
سما: لا يا أبي ربما كنت في المواصلات او كنت مشغولة في محاضراتي فكانت كثيرة الواحدة تلو الاخرى دون راحة فكان الهاتف صامت ولن اسمع رنة هاتف على الاطلاق
ولكن ما بك يا أبي؟ ما تلك الفرحة التي على وجهك؟
عز: لا عليكي فقط اريد مقابلة السيد عميد الكلية والسيد رئيس الجامعة لأمر هام
سماء:ماذا هناك يا أبي؟ ماذا تدبر لي؟
عز: اسمعي الكلام فأنا مرهق اليوم أريد أن أدخل الجامعة بعد انتهاء اليوم الدراسي فلو سمحتي اريد تصريح او مقابلة السيد العميد
سما: ماذا هناك يا أبي؟
عز: فقط اريد التحدث مع العميد ورئيس الجامعة وحدنا دون التدخل من احد ودون وجود اي من الطلاب في الجامعة
وتوافقه سماء على طلبه وتعطيه أدويته وتدخل إلى غرفة نومها وتجلس في فراشها”لماذا يريد أبي الذهاب إلى الكلية في هذا الوقت؟ولماذا يريد العميد ورئيس الجامعة تحديدا ؟ ماذا هناك ومن يقصد والدي وهو يسألني عن هاتفي ولماذا هو كان صامتا ؟وتمسك بهاتفها وتفتح الصوت وتفتح المكالمات الواردة وبالفعل تجد رقما طويلا قد هاتفها في الصباح وتجري على والدها في غرفته وتوقظه : أرأيت هذا الرقم الطويل يا أبي؟ بالفعل هذا من اتصل بي في الصباح ثلاث مرات
والدها:فعلا يا ابنتي انه رقم الاستاذ نادر
سما: لقد هاتفني وانا كنت مشغولة في محاضراتي
عز: لا عليكي سأهاتفه انا اذهبي نامي ولا تنسي طلبي ضروري
وفي صباح اليوم التالي استيقظت سما واستعدت وذهبت لكليتها كعادتها وذهبت لمكتب عميد الكلية وطلبت من الآنسة ايناس مديرة مكتبه مقابلته وقالت لها ان الامر ضروري جداوبالفعل دخلت سما وقابلت الدكتور عبد الوهاب الذي رحب بها
سما:صباح الخير…أتتذكرني؟
عبد الوهاب:وكيف أنسى هذا الصوت الجميل في حفل اليوبيل الذهبي للجامعة بالطبع لن أنسى الصوت الذي تنسمنا من خلاله عبق ورائحة الزمن الجميل
سماء:أسفو لو هعطل سيادتك ولكن الموضوع عاجل وسري واريد ألا يعرفه أحد على الاطلاق…فوالدي لدية رغبة مستميتة لمقابلة حضرتك والسيد رئيس الجامعة في سرية تامة دون وجود اي من الطلبة او هيئة التدريس ويكون الاجتماع في المساء
د:عبد الوهاب: ولكن كيف في المساء لن يكن أحد هنا كيف سيتم دخوله من الباب؟
سما: لا اعرف ما السبب ولكنه مصر على ذلك لو سمحت ارجو ان تعطينا تصريح ورقي لهذا الامر…وتخبر حارس الجامعة والبوابة ان يكون موجود ليفتح له ويرجو ان تكونوا موجودين
د:عبد الوهاب:حسنا يا ابنتي سأكتب له الورقة ويقدمها عند الدخول وسأقول للحرس يفتحوا له الباب وسأكون بانتظاره ومعي رئيس الجامعة
وتذهب سما لمنزلها فرحة وسعيدة وكأنها تطير في السماء بجناحين مثل الطيور وتحلق في السماء وتغني ودخلت لوالدها وروت له ما حدث معها بالتفاصيل وكيف قابلها العميد بالترحاب ويسر لها أمرها واعطته الورقة التي سيقدمها عند دخوله الجامعة وقالت له ان الدكتور عبد الوهاب ينتظرك ومعه السيد رئيس الجامعة في يوم السبت القادم في تمام الساعة التاسعة مساءا وسنكون وحدنا دون وجود اي شخص آخر
وفي صباح السبت اتصل الاستاذ عز بالاستاذ نادر مندوب الام بي سي :ألو: أيمكنني التحدث لأستاذ نادر؟
نادر: نعم من معي
عز: انا والد المتسابقة سما عز الدين
نادر: اهلا وسهلا استاذ عز
عز: انا اتفقت مع العميد ورئيس الجامعة ان نتقابل اليوم في التاسعة مساءا على ان ترتب نفسك وتعد عدتك للتحضير لمفاجأة سماء صباح الاحد في الجامعة وفي قاعة المحاضرات ببطاقة التأهل وسط زملاؤها ومعي تصريح الدخول وسنقابل العميد ويتقوم بكافة التجهيزات في قاعة اول محاضرة لسما صباح الاحد
أين:في كلية الاعلام جامعة القاهرة في التاسعة مساءا
وكان نادر على الموعد في التاسعة مساءا على اهبة الاستعداد ومعه فريق الاعداد وكل المعدات وتقابل مع الاستاذ عز امام جامعة القاهرة واعطى للحرس التصاؤيح ودخلوا مع فريق الاعداد والاجهزة وقابل العميد ورئيس الجامعة وكان الاجتماع سري في التاسعة والنصف في مكتب العميد في الدور الرابع في مبنى الجامعة ودخل عز ومعه نادر:مساء الخير د:عبد الوهاب
د:عبد الوهاب:مساء الخير اهلا وسهلا
عز:انا عز وهذا نادر مندوب قنوات الام بي سي
عبد الوهاب”مندهش”:الأم بي سي ماذا هناك
عز:كانت سما تقدمت لمسابقة برنامج اكتشاف المواهب للشباب في موسمه الجديد وتخطت المرحلة الاولى بنجاح كبير ونريد ان نفاجأها بوصولها للمرحلة الثانية وستسافر لبنان للدخول في المسابقة الحقيقيةوهي لا تعرف النتيجة حتى الآن ونريد مفاجأتها في قاعة المحاضرات صباحاوالآن أريد ان تساعدنا في دخول قاعة المحاضرات وترتيب الكاميرات والاجهزة وكافة الاستعدادات لمفاجأة سما في قاعة”109″بالدور الثالث وينقص تركيب الميكروفون لسما في الصباح الباكر
عبد الوهاب: وانا موافق تفضلوا معي
وانتهى عز ونادر من مهمتهما وعاد عز للمنزل وهو لا يريد ان يظهر شيء وعندما سألته سما: أين كنت يا أبي
عز”يتأفف”: كنت مع هدي…دعيني الآن انا مرهق واحتاج للنوم
سما”بلهجة حاسمة”:أريد ان اتحدث معك في هذا الموضوع
عز: وانا ملاهق الآن اتركيني للصباح …لنتحدث في الصباح
سما:سأكون في الجامعة لدي غدا محاضرات مهمة
عز”يتأفف” اتركيني الآن انا مرهق أرجوكي…وتترك سماء الغرفة غاضبة وكانت قد تحدثت في موضوع والدها مع الدكتورة ايناس التي تحبها بشدة وتعتبرها والدتها الثانية وأمسكت بالهاتف واتصلت بها وروت لها ماحدث وسألتها “ماذا افعل معه انه لا يريدني التحدث معه وأنا لن اقبل انها تكون مكان والدتي الشريفة رحمها الله”
ايناس:اتركيه ولا تضغطي عليه
سما:؛ بل اريد حسم الموضوع قبل ان ادخل في معمعة المسابقة وأجدة قد تزوجها فعلا
ايناس :لا تقلقي
في صباح اليوم التالي ذهبت سماء للجامعة وكان بانتظارها والدها الذي سبقها للجامعة منذ الصباح الباكر ودخلت سما وجدت القاعة مزينة بالبالةنات الملونة ثم دخل الطلبة وبعدهم الدكتور أحمد الذي فرح عندما وجد سما قد حضرت قبله المحاضرة في القاعة التي تم تجهيزها بالكاميرات ودخل الاستاذ نادر ليضع لسما الميكروفون وهي تتساءل ماذا هناك وجاء العميد ورئيس الجامعة وظلا يضحكا وهي تندهش وتتعجب ماذا يحدث وفي وسط القاعة بعض البالونات الحمراء معلقة فيها البطاقة الحمراء الوان شعار البرنامج ….ووقف الدكتور احمد ونادى سما وسألها: سما ماذا فعلتي في مسابقة برنامج اكتشاف المواهبي للأطفال؟
سما: لماذا تذكرني؟
احمد:دعنا من برنامج الاطفال…ماذا فعلتي استعديتي لمستبقة برنامج اكتشاف المواهب للشباب؟
سما: لم افهم
احمد: هل استعديتي للسفر للبنان؟
وقفت لحظات وسرحت ونظرت للبالونات
احمد”فرح ومندهش “:الجميع يصفق لسماء …اذهبي عند البالونات الحمراء وفتشي بداخلها
وذهبت باتجاه البالونات وظلت تفتش وتفتش إلى ان اكتشفتها…البطاقة …بطاقة التأهل ونظرت لوالدها فرحة وذهبت تحتضنه وراح الكل يهنيها والغيت المحاضرة وظلت سما تحتفل مع صديقاتها في المحاضرة وكانت تبكي من شدة الفرح وأخذ الدكتور عبد الوهاب يشيد بصوتها العذب الذي اطربه في حفل اليوبيل الذهبي للجامعة وظل يتمنى لها النجاح والتوفيق ثم خرج الطلاب من القاعة ودخل فريق العمل في القناة يلملم أجهزته ومعداته بعد ان التقط كل لقطات فرحة سما وزملاؤها وعاد نادر وزملاؤه للعمل بمدينة الانتاج الاعلامي قنوات الام بي سي
عادت سماء بعد انتهاء المحاضرات في المساء لمنزلها لتجد والدها يمسك بهاتفه المحمول ويتحدث مع هدى بصوت منخفض لا يسمعه أحد وسمعته دون قصد يقول في أخر المكالمة “سلام يا هدى”فتدخل عليه فجأة فينظر باندهاش:سما…متى أتيتي؟
سما: الآن يا أبي وسمعتك تتحدث مع هدى ماذا كنت تقول لها؟
عز:لا شيء
سما:بصوت حازم ولهجة قاسية”:أتيت الآن وسمعتك تقول لها”مع السلامة يا هدي”….من هي هدى ؟
عز الدين:لا تبالي يا ابنتي احكي لي ماذا فعلتي؟
سما”بصوت حازم”:أبي لا تكذب فأنا أعرف من تكون هدى ولقد شاهدتكما يوم ما تقابلتا معا في الحديقة الدولية وسمعتكما وأنتما تتفقا على الزواج العرفي …اياك ان تكذب علي يا أبي
عز:أتجسسين عليا يا سماء؟
سما: أبدا يا أبي لقد كنت مع زميلاتي نتنزه ونأكل ما لز وطاب وشاهدتكما بالصدفة وسمعت ما سمعت بالصدفة
عز :ترى ماذا افعل يا ابنتي…لقد تقدم بي العمر ولا استطع أن افعل كوب ماء لنفسي ولا العيش بمفردي في موقف مثلما هو آت ةستسافري إلى لبنان وتتركيني من سيساعدني
سما”تقاطع” أبي مستعدة ان ألغي سفري…..
عز”يقاطعها” أنا لن أتسبب يوما في التخلي عن أحلامك وسيكون لكي حياتك العملية والمستقبلية بعد انتهاءك من السنة الرابعة بنجاح وتتركيني وتذهبي …وأنا ماذا افعل وانا وحدي ور أطيق العيش في دور المسنين
سما: لا يا أبي أنا لا أطيق أن أرى واحدة لا نعرفها ولا نعرف أصلها تأتي وتحتل مكان ومكانة والدتي الشريفة رحمها الله…واعدك يا أبي أني لن أتركك وحدك وسنعيش معا ولن نحتاج لأحد وانا سأساعدك وسأبقى معك ولا أتركك لأحد غيري
عز:ولما الانانية يا سماء ؟لقد أحببتها واريد استكمال الباقي القليل من عمري معها وأنتي اذهبي لحياتك الخاصة ولا تعطلي نفسك من أجلي فأنا سأفعل ما حلله الله وليس ما يغضبه
سما: رفقا بحالك يا أبي سأوافق على تلك الزيجة ولكن بشرط وحيد ألا تعيش معنا في المنزل ولا تنام على فراش والدتي ولا تحتل مكانتها في هذا البيت التي أسسته بكل قطرة عرق ودم وإلا سأرحل من حياتك للأبد ولن تراني على الاطلاق
عز:لا يا سما لن اوافق على شرطك بل أعدك سأعيد التفكير في هذا الامر برمته مرة أخرى وسنتناقش فيع عندما تعودي من لبنان بعدما تنجحي في اجتياز مراحل المسابقة
سما:هل سأسافر وحدي؟ألن تسافر معي يا والدي مثلما كان في الماضي ونستعيد معا الذكريات؟
عز|: في الماضي وفي برنامج الاطفال كنتي طفلة صغيرة تحتاجي إلى من يقف وكان لا يصح ان تسافري بمفردك وأنتي في الثامنة من عمرك ولكن الآن أنتي في الثامنة عشر هناك فرق كبير يا سما لديك شخصيتك المستقلة وتستطعي الاعتماد على نفسك ولو أردتي اختاري من اصدقاءك من يستطع السفر معكي ةالآن دعيني أسترح قليلا فأنا مرهق اليوم
ودخل الاستاذ عز الدين غرفته في العاشرة ليلا ة أمسك بهاتفه المحمول وفتح الواتساب الخاص به وبدأ يراسل هدى في صمت دون ان تشعر سماء فقد دخلت لغرفتها لتسترح من عناء يوم دراسي شاق فبدأ يراسل هدى فكتب لها”كيف حالك ؟ويكتب بالانجليزية”اشتقت لك”
هدى”تكتب بالانجليزية”:وأنا أيضا
عز:كيف حالك تلك الايام؟
هدى:على ما يرام وأنت؟
عز: على ما يرام أيضا….لقد اقنعت سما بأن تسافر وحدها للمسابقة على أن نضعها أمام الأمر الواقع ونتزوج نحن بعد أن يخلو لنا المكان بسفرها مع احدى صديقاتها
هدى: أسعدتني بهذا الخبر السعيد
عز:إذن اجهزي سآخذك إلى المأذون الشرعي فزواجنا سيكون رسميا دون أن نخبر أحد على الاطلاق بمجرد ان تسافر سما مع احدى صديقاتها واتطمأن عليها
هدى:ومتى السفر؟
عز: يوم الخميس القادم ستسافر مع احدى صديقاتها وهي زميلة لها في دفعتها بالكلية وهي ندى وربما هناك واحدة أخرى اسمها رانيا
هدى: لا عليك سأكون جاهزة ومستعدة في الموعد لا تقلق
عز:احترسي هذا بيننا …لا يعرف أحد ان زواجنا شرعي…نحن أمام الناس سنكون متزوجين عرفياولا تخبري احد حتى عائلتك
هدى:ولا أمي حتى على الاقل
عز:ليس الآن اسمعي كلامي
هدى”غاضبة وتبكي”سمعا وطاعة يا عز
عز: لا تزعلي يا حبيبتي هذا وضع مؤقت للتأمين لس الا إلى ان احسم امري مع سما انتي تعرفي موقفها …والآن تصبحي على خير وحب وسعادة
هدي”بالانجليزية”:احبك
في صباح يوم الخميس يوم سفر سما للاستعداد للمسابقة في لبنان في العاشرة صباحا فيستيقظ عز الدين فيجدها تكتب خطاب كانت ستتركه له وهو نائم وتذهب مع صديقاتها للمطار ومن ثم تسافر للبنان ولكن اعترضها والدها:ماذا تفعلي يا سما وماذا تكتبي؟
سما: خطاب لأتركه لك حتى لا اوقظك من النوم يا أبي
عز :هل تحرميني من لحظة وداعك في المطار؟
سما: لم يكن عن قصد يا والدي ولكن وجدتك شديد التعب وغارق في النوم تركتك ترتاح
عز:لا بل سأذهب معك واراك وقت أطول واستمتع بوداعك في المطار وأطمأن عليك وعلى زميلاتك
سما: وزميلاتي؟
عز: سنذهب بسياراتهم بدلا من أن نظلبحث عن شيء نركبه
سما: أشكرك على تعبك معي يا والدي العزيز
وتذهب سما مع والدها وزميلاتها إلى المطارويظل معهن حتى موعد اقلاع الطائرة وبعدها يودع عز ابنته ويطمئن عليهن حتى تقلع الطائرة في العاشرة صباحا وبعدها وهو خارج من المطار يتصل ب”هدى” :الو حبيبتي
هدى:نعم حبيبي
عز: سأمر عليكي ولكن أيمكننا أن نأخذ سيارتك لأن ليس معي سيارة …انتظريني واستقل التاكسي لمنزل هدى ونزل من التاكسي ليجدها بانتظاره ومعها مفاتيح السيارة واستقلا السيارة وأخذها من أمام منزلها وذهبا عند المأذون الشرعي وتزوج عز هدى وسافرا للأسكندرية لقضاء اسبوع كشهر العسل ثم عادت هدى لمنزل الزوجية في منطقة بجوار جامعة القاهرة وفي صباح اليوم التالي استيقظت هدى مبكرا وتركت زوجها نائم في أمان وظلت تغير في نظام المنزل وتبدل الغرف الواحدة تلو الآخرى وتبدل في أثاث المنزل بمساعدة حارس المنزل حتى الساعة الحادية عشر قبيل الظهر قليلا وعندما استيقظ عز وجد المنزل وكأنه جديد فرح بالتغيير وشكر هدى على هذا التغيير وفي صباح يوم الاحد اتصلت سماء من لبنان بوالدها في القاهرة فترد عليها زوجة أبيها صوت غريب على سماء فتندهش سما وترد بصوت حازم:من على الهاتف؟أين والدي؟
هدى:من أنت؟
سماء: آسفة الرقم خطأ وتغلق الهاتف مندهشة وتقول لنفسها”ليس هذا رقم هاتف المنزل ام أخطأت انا”
ندى:جربي الرقم مرة أخرى ربما أخطأتي فعلا
وتقوم سماء بطلب مكالمة أخرى برقم المنزل الصحيح فيرد والدها:الو من معي
سما: والدي الحبيب أين انت افتقدك كثيرا
عز: اهلا سما عزيزتي ابنتي افتقدك كثيرا هل من أخبار؟
سما: عبرت المراحل الاولى يا والدي بنجاح وسأعود على متن طائرة يوم الاثنين القادم في السابعى مساءا أي سأصل القاهرة في العاشرة ليلا هلا أتيت لتأخذني من المطار؟
عز: وماذا عن صديقاتك ؟
سما: سيكونا معي على نفس الطائرة
عز: ساشتاق اليك
وتغلق سماء الهاتف وتستعد مع صديقاتها للسفر على ان تعود مرة ثانية للمرحلة النهائية من المسابقة …وفي صباح يوم الاثنين تستعد سما لمغادرة الفندق التي كانت تقيم فيه أثناء المسابقة وتذهب مع صديقاتها لتتنزه في شوارع بيروت الجميلة الملئية بالحدائق الخضراء والشجر الكبير والطيور تطير من مكان لآخر وتغرد فوق الاغصان وسما تستمتع بالهواء النقي وتستنشق منه الكثير التي ستشتاق له حتى تعود للمسابقة مع صديقاتها وتتوجه للمطار في الخامسة مساءا حتى تركب طائرة السابعة…وفي العاشرة ليلا تهبط الطائرة في مطار القاهرة الدولي وفي صالة 3 تخرج سما لتجد والدها منتظرها ومعه زوجته “هدى” فتنظر لها باندهاش وتصمت :أتزوجتها يا والدي؟
عز:لا فهي تصاحبني من أجل أن تساعدني فقط
سما”بصوت عال”: لا تكذب يا والدي هل تزوجتها؟
عز”ورأسه في الارض خجلا”:نعم يا سما تزوجتها فأنا أحبها وقد تواعدنا على ذلك وأنا لن أخلف وعدي مع أحد
وتدخل سماء المنزل فتندهش:لمن هذا المنزل؟
عز: لنا…هذا منزلنا يا سما…منزلك الذي ولدتي وتربيتي فيه…ولكن حدث بعض التغييرات من أجل الشعور بالتجديد وتدخل هدى لتبد ملابسها في الغرفة الكبيرة غرفة والدة سماء
سما”مندهشة”:ما الذي يحدث يا والدي؟ماذا تفعل؟
عز: لقد تزوجنا شرعا عند المأذون وكانت تنام معي على نفس الفراش …مكان والدتك
سما: لماذا اخلفت وعدك لي يا أبي؟
عز: اعتذر على عدم تنفيذ الوعد ولكنك كنتي أنانية ومتعصبة لن تتركي لي فرصة للكلام ولكنها زوجتي وهذا هو حقها
سما: افعل ما شئت ولكنها لن تحل محل والدتي ولن تأخذ مكانتها في قلبي\…وتترك سما المنزل غاضبة وتذهب لصديقتها وهي غاضبة وتبكي بحرقة على فراق والدتها وتذهب لقبرها وتبكي عليها في الظلام الدامس حتى طلوع الفجر تقرأ الفاتحة على روحها الطاهرة وتظل عند صديقاتها ندى ورانيا حتى يوم السفر للمرحلة الثانية
ظلت سما مع صديقتها ندى عشرة ايام كاملة منقطعة عن ابيها لا تزوره ولا تسأل عنه على الاطلاق فهي غاضبة منه ولا تعلم عند شيء فلا تخاطبه ولا يخاطبها حتى حان موعد السفر وفي صباح يوم السفر حيث كانت الطائرة في العاشرة صباحا وعندما وصلت سما مع صديقاتها المطار بدأت تداهمها نفس الآم الحلق والحتجرة وبدأت سما تتألك وتبكي”ماذا اعل الآن.أين أنت يا والدي؟ كان هم من يتصرف في هذا الظرف القاسي” وذهبت تشكو لندى فهونت عليها الامر “ربما تكون هذه نزلة برد أو دور احتقان والتهاب في الحلق يا سما…لاتخافي نحن معك” وأعطتها ندى بعض العقاقير المسكنة حتى لا تشعر بالألم مرة أخرى وسافرا سويا على الطائرة التي وصلت مطار بيروت في الواحدة ظهرا …وفي يوم المسابقة استعدت سما وكانت أجرت بعض التدريبات مع المدربين وكانت تشعر بأن صوتها به مرض ما وظل يطمأنها المدربين بأنه أعراض نزلة برد وكانت تستمر في التدريب مع المدربين وتغني بصوتها العذب الجميل دون ان تبالي بالألم …وفي اليوم التالي جاءت اللحظة الموعودة حيث اجتمع الناس وأعضاء لجنة التحكيم والجمهور كل في مكانه والاضواء من كل جانب وكانت لجنة التحكيم تتكون من المطرب حاتم البرقوقي من الامارات والمطربة الشابة ليلى الكاسر من المملكة العربية السعودية والمطرب محمود حامد من مصر وأطلت المذيعة الحسناء لتنادي على المتسابقات فكانت”نائلة” من الكويت و”سماء” من مصر وصعدا الاثنين على المسرح وبدأت الموسيقى تعزف لحن الاغنية وغنت نائلة وجاء دور سماء وبدأت تغني اول كلمتين من الاغنية وسط تثفيق حاد من الجمهور وقالت كلمتين وفجأة وجدت صوتها غير مسموع وكأنه احتبس داخلها دون ان يصعد من فمها …وقفت الموسيقى ةحاولت سما ان تعيد الغناء ولكن صوتها محبوس لاتستطع الغناء فلا يظهر من صوتها الا همسا فقط …اندهشت سماء…توقفت الموسيقى مرة أخرى …صمت رهيب داخل المسرح والكل منتظر سماع سماء ولكن لا صوت الا موسيقى لا تصفيق وصمت رهيب في الاستديو اندهشت سماء وظلت تلتقط انفاسها كأنها تجري خلف سراب وكاد قلبها ان يتوقف …أخذت تنظربعينها يمين ويسار كما كانت تفعل وهي صغيرة واستحضر ذهنها الموقف وظلت تتذكر وتبكي وتمسك برقبتها”ما هذا الذي حدث؟ ألقد عاد؟ هذا المرض اللعين؟ لقد عاد لي مرة أخرى؟ أبي….أين أبي؟ نادولي أبي…ولكني سأموت تلك المرة …انا لست متفائلة” وكانت صامتة تبكي حتى وقعت مغميا عليها وأسرع أعضاء لجنة التحكيم والفرقة الموسيقية وبعض من الجمهور الموجود في الاستديو بحملها وإفاقتها وطلبوا لها الاسعاف التي جاءت على الفور وحملتها للمستشفى العام في بيروت وكان خلفها المطرب الشاب محمد محمود وكانت معها ليلى الكاسر وكانت تحنو عليها أكنها والدتها وظلت معها هي وصديقاتها اللاتي كانا معها وأجريت لها الفحوصات اللازمة داخل المستشفى والتي اوضحت عودة المرض بشدة حتى أدى لقطع الاحببال الصوتية
ندى: وماذا بعد؟ماذا سنفعل معها؟
الطبيب:اين اهلها …والدها ووالدتها؟
ندى:الوالدة متوفية والوالد مسن كبير لا يستطع الحركة
ميشيل:لكن لابد من حضوره كي يتابع حالة ابنته
ندى :سأنتظر حتى تسترد عافيتها وسنعود لمصر وستبدأ رحلة علاجها هناك
ميشيل:إذن أنصحكم ان ترعوها رعاية صحية جيدة لاتتحدث ولا تغني وتظل صامتة تكتب ما تريد قوله او تشير بيدها ولابد ان تكونوا حولها وترفعوا من روحها المعنوية حتى تستطع ان تعود لمصر وتبدأ العلاج
وتركت ندى المستشفى وذهبت لغرفتها بالفندق وعندما وصلت بالفندق التي كانت تقيم فيه مع سما من أجل المسابقة وعندما وصلت أمسكت هاتفها المحمول وهاتفت والد سماء في القاهرة فردت زوجته “هدى” :من معي؟
ندى:انا صديقة سما أيمكنني ان اتحدث مع والدها؟
هدى: انه نائم الآن
ندى:ضروري أتحدث معه عندما يستيقظ اخبريه ولا تتجاهلي الامر…الأمر خطير
وللأسف تجاهلت هدى ومرت ست ساعات وتحديدا في الواحدة بعد منتصف الليل نظر عز الدين في المكالكات الواردة وجد رقم غريب اول مرة يتصل به ولم يعرفه فحاول الاتصال به ولكنه كان مغلق ثم حاول الاتصال بابنته فكان هاتفها مغلق فشاهدته هدى من بعيد ولكنها لا تعقب ؟؟؟فعندما نامت هدى حاول عز ان يتصل بالرقم مرة أخرى من خارج الغرفة ولكن لا أحد يجيب فكانت ندى نائمة في الفندق بينما سماء نائمة في المستشفى ومعها ليلى ومحمد الذان رفضا يتركوها وحدها في المستشفى
في صباح اليوم التالي استيقظ عز من نزمه قبل زوجته وأخذ يتصل بالرقم الذي على الهاتف فإذ تجيبه ندى:أهلا يا عمي …اشتقنا اليك
عز: اهلا يا ندى خيرا أين سماء هاتفها مغلق؟
ندى:للاسف يا عمي لقد داهم سما المرض من جديد وأدى لقطع الاحبال الصوتيةى لسما أثناء ما كانت تغني بالمواجهة اما فتاة كويتية وهي الآن ترقد بالمستشفى ببيروت
عز: وكيف حدث ذلك …سأكون عندك في اول طائرة لا تقلقي
ودخلت هدى على عز وهو يتحدث مع ندى وقطع الحديث فجأة وهي ظلت تنادي على الهاتف ولكن لا اجابة وأغلقت الهاتف
هدى:لأين تذهب؟
عز: إلى لبنان ابنتي في خطر وتحتاجني وواجب أن ألبي نداءها
هدى: الآن ابنتك وهي التي تركتك وذهبت دون كلمة واحدة ؟
عز:نجن اخطأنا من البداية عندما وضعناها امام الامر الواقع وضغطنا عليها
هدى:لن تسافر اتركها كما تركتك ؟؟؟فهي ليست وحدها هناك …هناك من سيساعدها ولكن أنا سأبقى وحدي هنا
عز:ما تلك القسوة تلك ابنتي ومن حقي ان أساعدها
هدى:إذا تحركت خطوة سأغادر المنزل وخصوصا ان هناك أخا لسماء او أختا على الطريق…وسأرحل من حياتك للأبد ولن ترى ابنك او ابنتك القادمين
عز:ماذا تقولي لن نتفق على هذا…كيف حدث؟
هدى:السنا متزوجين؟لا اعرف بل كنت مع والدتي عند الطبيب وأخبرني أنني في الشهر الثالث
عز: اذن لكي حرية التصرف أنا ذاهب لأبنتي وتركها وذهب غاضبا وظل يتصل بندى حتى أجابته:ندى…كيف حال سماء الآن؟
ندى: بخير يا عمي واصبحت معي فيالمستشفى وأنت كيف حالك؟
عز:على ما يرام أخبري سما أنني سأكون عندكم في بيروت على اول طائرة كي تعودا معي
ندى:ولكن ماذا عن مشكلتكما لقد اوصانا الطبيب عدم ازعاجها ومحاولة رفع روحها المعنوية
عز: لا عليكي فقط اخبريها
وفي صباح اليوم التالي خرجت سما من المستشفى مع محمود وليلي اللذان استعدا للسفر معهما على مصر وذهبت سما معهما لمطار لبنان وعندما وصلت المطار وجدت سماء والدها ينتظرها فذهبت اليه وظلت تحتضنه وتقبل يده وتقول بصوت مبحوح وهي تبكي بحرقة”سامحني يا والدي…لقد أخطات في حقك” و ظلا يبكيا كلاهما حتى حان موعد اقلاع الطائرة من مطار بيروت وذهب الكل إلى الطائرة المتجهة لمصر وعندما وصلت أرض القاهرة ودعت صديقاتها وذهبت للمنزل مع أبيها وأخذت تبكي واخذ أبيها يهدأ من روعها “لاتبكي يا ابنتي انتي سامحيني انا محق وسيكون كل شيء على ما يرام…ولكن عندي لكي خبرا لا اعرف اذا كان سيسعدك ام سيحزنك ولكن هناك أخا او اختا لك على الطريق”
سما:حقا يا أبي ….سأربيه انا لا احد غيري”
وفي صباح اليوم التالي أخذ عز ابنته سما على معهد الاورام في لقاهرة وعرضها على الاطباء ومعها الاشعة والتحاليل ولكن طلب الطبيب بعض الاشعة والفحوصات الآخرى والتي أثبتت انتشار المرض في منطقة الحلق والحنجرة وترك سماء في المعهد لتبدأ ويبدأ معها الاطباء رحلة العلاج
لقد نفذ رصيدكم
0 الحلقه الاولى “قد اوشك رصيدكم على النفاذ ” حين نعانق الراحلين في لقاء الوداع الاخير لم يبق لنا سوى دموع تبحر
Add a comment