اعتدت اللعب و ان اكون الاصخب دائما في اي مكان ، كنت تلك التي لا تكف عن اللهو و الجري هنا وهناك ، و لطالما كنت أرفض ان يعارضني احد او ان يمنعني عن شئ ، اخبرتني امي ذات يوم عند ذهابنا الي القرية ألا اقترب من ذلك السور الذي يفصلنا عن حدود احدي الغابات التي تعد الأعمق و الاظلم ، لكن كان ذلك الشعور يدفعني الي أن اقترب بشدة ، هيا اذهبي انظري و تأملي الخوف بعيناكِ لن تكون بهذا الرعب لن تكون بتلك الخطورة. فقط…اقتربي ، وبالفعل قد فاز الفضول كعادته و وجدتني اتعمق وكلما دخلت اكثر تزداد دقات قلبي و يزداد معها توتري لكن مازال ذلك الفضول يدفعني بقوة أكبر
انظر خلفي لأجد معالم الطريق قد اختفت كيف سأعود!
أتوقف قليلا لأتذكر انني لم أخبر احد حتي أين قد ذهبت لن يجدني أحد ، و قد تعمقت كثيرا لن استطيع العودة ، سيحل الظلام قريبا أيجب ان أواصل السير ام أعود ، قد أصبح الطريقان مجهولان ، انا..خائفة
أسمع أصوات ارتطام اغصان الأشجار ببعضها فيقفز قلبي مرتعبًا ، يمر الوقت ببطئ ولم اتخذ قراري بعد ، ماذ أفعل وكيف سأنجو ، يا ليتني لم أذهب، سأقتل فضولي ذلك اذا خرجت من هنا ، أنظر اذ بالشمس تبدأ بالهروب و تتبعها شجاعتي و تتركني ليد الظلام و المصير المجهول ، أخاف ان أعود فأظل نادمة لما بقي في حياتي و ترددت ان أكمل فأسير الي هلاكي ، لابد ان أفعل شئ ، أغمضت عيني بشدة مع نفس عميق و بدأت أكمل طريقي الي الإمام، يصعب علي العودة و قد وصلت الي منتصف الطريق يجب ان اُكمل…لا يوجد حل أخر
شعور بالخطر مع الكثير من الانهاك يجتاحني ، انه الخوف الذي يقضي علي الشخص بمرور الوقت بدون ان يشعر حقا.
وجدت امامي حفرة كبيرة يظهر سطح خشبي تحت ترابها… ما هذا !! وقد تركني الخوف أخيرا و امتلكني الفضول مجددًا ، اخرجته فإذ أنه صندوق خشبي قديم قمت بفتحه بعد عدة محاولات ، انه الكنز! الكنز الذي يتحدث عنه الجميع منذ سنوات عديدة ، يعطي هذا شعور مختلط من الصدمة و السعادة ، لم يكن الكنز مخفي بدقة او علي الاطلاق يسهل رؤيته بمجرد المرور بجانب مكانه لكنهم لم يحاولوا البحث عنه أبدا ، لم يتجرأ احد ان يدخل الي هذا المكان فقط لقول احدهم انه مخيف وقد يكون نفسه الذي اخفي الكنز هنا ! فقط كي لا يجده أحد أصبح يختلق القصص التي لم يحاول احد اثبات عدم صدقها وأن الغابة ليست مخيفة او خطرة حتي ، فقط صدقها الناس و تناقلها جيل لأخر
حسنًا والآن يجب ان اكمل الطريق فالليل قد حل و ها انا أواصل التقدم و أري ضوءا يأتي من اخر الطريق و بالفعل وجدت المخرج و إذ انه ينتهي عند ضفة النهر الذي يلتف حول القرية و يحاوطه الاشجار من كل جانب
و كان ذلك المكان أفضلهم لرؤية مغيب الشمس ، انعكاس اللون البرتقالي الملتهب علي سطح المياه اختفاء الشمس و بداية ظهور القمر و ستظهر النجوم بعد قليل لتتلألأ في السماء و تضفي تلك اللمسة الساحرة علي اللوحة وأنا أجلس بجانبي الكنز الذي تكاثرت عنه الاساطير المخيفة و في قلبي احساس لم ألفه من قبل ، يمكنني ان اسميه الفخر او الإنتصار تلك الحالة من السعادة المطلقة و الراحة والسلام الداخلي أو الدفء، لأنني لم أستجب لمخاوفي و لم أستمع الي جانبي الضعيف بالعودة للتواجد في المكان الآمن، كان ليظل كل هذا مجهولا ولم أكن لأشهد هذا المشهد و لم احظي بهذا الشعور الذي لا يعوض ، كنت سأظل خائفة و مبتعدة عن الغابة للأبد ، كنت لأخسر الكثير و أندم علي الكثير و الكثير
بين طريق النجاح والفشل خطوة ، و بين الجرأة و الخوف خطوة و بين السعادة و الندم خطوة أيضا ، أمضي إلي الأمام مهما كانت النتائج اذا خسرت ستتعلم و اذا نجحت فستنعم بدفء الانتصار ، دائما ستكون لك عبرة ، لكن يحب البشر البقاء في الجانب الأمن دائما ، لا يأخذون خطوة بعيدا عن دائرة الحذر التي رسمها الخوف القابع بقلوبهم يمنعهم عن الكثير من المتعة
فقط أغمض عينيك لا تفكر لدقيقة ، قم بأخذ نفسٍ عميق و افعل أول ما يتوارد الي ذهنك ، و اخط الي الامام مهما كانت العواقب.
هدير_أيمن#
Add a comment