وهم

وهم…..

مازالت تستطيع القيام بأعمال المنزل بمفردها دون مساعده احد على الرغم من ألم الظهر الملازم لها تنحني ولاتبالي لهذا الألم بل وكأنه جزئ لا يتجزأ منها تتملكها أحلامها الورديه التي لازالت تحلم بها تبدو في الحقيقه كسندريلا ولكن بلا زوجه الأب المستبده بل هو من كان مستبد كانت تبدو بهذا الضعف أمامه حين يأتي تسرع في تحضير اشيائه وتهرول إليه كي لا يعاملها بجفاء كانت تتلقى كلماته القاسيه دوما بابتسامه تناسب وجهها الصغير وحين يأتي الليل تستلقي بجانبه كدميه يحركها هو كيف ما شاء ويتركها اخيرا مع أحلامها لاتستطيع أن تبوح له بكل ما تشعر به ويتملكها الحزن احيانا وأحيانا أخرى يتملكها الندم على ما فات
يجلس مبكرا يحتسي فنجانه من القهوه وهي تجلس كالعاده تداعب باناملها الصغيره قفص من العصافير كان قد تركه لها أخيها في عيد زواجهما السابق
هي : هتتأخر انهارده.؟
يأخذ آخر رشفه من الفنجان ويأخذ أوراقه المتناثرة يضعها في حقيبته ويبدو عليه اللا مبالاه : مش عايزك تستنيني انهارده!
يتركها ويترك خلفه دموع عينها المنهمره تأخد ما تبقى من افطارهم وتدخل لمكانها المعتاد تلقى باقي الإفطار داخل صندوق القمامه وتجلس مع قطتها وقد باتت صديقتها الوحيده بعد أن أبعدت نفسها عن عيون الناس
يرن هاتفها ف تخرج من مكانها إلى حيث يوجد تمسك به وتستقبل المكالمه
هي : عليكم السلام
هي : اه صاحيه.. ماهر نزل وانا قعده هعمل ايه
هي :يا ماما ارجوكي يشتغل مع أي محامي تاني غيره
هي : حضرتك بتزعقيلي ليه… انا اسفه لو عايز يروحله يتفضل انا مش هكلم حد
هي : حضرتك هتقفلي.! … يعني هو ده سبب مكالمات؟
هي : كويسه الحمد لله انتوا واحشتوني اوي
هي: مبشوفش حد انتي عارفاه مبيحبش الاختلاط وهنا كل واحد ف حاله
هي: انا فاضيه اتصلي بيا تاني
هي : سلام
تغلق هاتفها وهي تنظر إلى شقتها وهي مليئه بكل احبابها حيث الأم تخرج حامله غداء شهي والأب يجلس مع زوجها يتجاذبان أطراف الحديث واخيها يداعب قطتها وهي تنظر في لهفه لينتهي مشهد الأحلام هذا بواقع اليم فهي وحدها وحدها تماما ولكن قطتها تلمس قدمها
تنحني لتأخذ قطتها بين يديها : تعالي ما انتي وحيده بردو
تأخذ قطتها وتجلس حيث شرفه مطله على إحدى المناظر الخضراء الجذابة وهي تتحدث إليها
هي : شايفه المنظر حلو ازاي. بس انا ليه شايفاه كئيب!
القطه كأنها تستنكر حديثها تترك يديها لتمرح قليلا على السور الحديدي الذي يغلف تلك الشرفه

يرن الهاتف مره اخرى ولكن هذه المره يبعث تلك النغمه تجري وتمسك بهاتفها لترد عليه ليأتي صوته المليئ بالعنف والمغلف بأساليب القمع ليقول لها انهم مجرد حثاله وانها مجرد خادمه وأنه يقدم شهريا مبلغا نقديا لعائلتها الا يكفي هذا لكي تتصل بي هذه المرأه وتطلب منه أن يجعل ابنها محاميا لديه
هي باكيه : انا قلتلها انه مينفعش
هي :ارجوك كفايه
ويستمر ف اللعن عليها وعلى عائلتها وينهي تلك المكالمه بطلب الموت لها
تغلق الهاتف وتغلق عينها وتترك الهاتف وتذهب إلى غرفتها تجلس الي الاريكه خائفه مترقبه لحظه دخوله عليها ممسكا بحزامه يلوح بيه في غضب ترتجف وجنتيها الصغيرتين في رعب تفتح عينيها في غرفه مليئه بالأجهزة واسلاك متشابكه تخرج من جسدها النحيل موصل بجهاز يصدر أصوات وأشكال ضبابيه لأشخاص

كيف آفاقت بعد تلك المعاناه؟ كيف استطاعت أن تفتح عينيها محدقة في وجوه من استطاعوا تحطيمها؟ كيف؟! وهي تلهث كأنها تعاني من رحله شفاء أشبه بسباق لم تفز به؟
وجوه المحيطين بها كانت تتسأل كل تلك الاسئله
كانت تنظر إلى تلك الوجوه المتسائله في صمت يغلف جنابات الحجره التي راعتها ف رحلتها تلك. ويردد بداخلها ذلك الصوت الخائف المرتبك كلمات اشتاقت لها اذنها هناك عند ذلك المقعد الذي تراه وتري من كان يجلس ممسكا جريدته الصباحيه يتناول كوبا من القهوه مستمتعا بلحظات الصباح الأولى وهي تستمع إلى الراديو وترتدي ما تبقى من ملابسها تتذكر تلك الأحداث والمحيطين بها ينظرون إلى جهاز اوصله الأطباء إلى أنفاسها متأملين أن يكتب النهايه..

Explore More

لقد نفذ رصيدكم

0 الحلقه الاولى “قد اوشك رصيدكم على النفاذ ” حين نعانق الراحلين في لقاء الوداع الاخير لم يبق لنا سوى دموع تبحر

“الممر”

+2 في ذلك الممر الذي لا تري فيه إلا الظلام ولا تسمع إلا صوت أنفاسك المتقطعة كان يقف “فريد” ناظرا حوله محاولا

أنا لست خائفا

0 أنا لست خائف ( الجنية السوداء آكلة الدم) منذ ايام قليله كنت في زيارة الي أحد اخوالي في محافظة الغربية بالتحديد

Add a comment