إجبارٌ أم اختيار

إجبارٌ أم اختيار “

كل بداية لها قرار
فلا بداية ترجو..
دون اختيارٍ،.. فتفَكُرٍ..
ثُمَّ استقرار..

فكأي لحظةٍ..
دون اختيارٍ أمثلٍ.. فشلٌ
وكأي نظرةٍ..
دون غضِ الطرف.. ذنبٌ
وكأيُمَا كلمةٍ..
دون تفكيرٍ صائبٍ.. ندمٌ
..

حكايةً تتشابه مع حكاياتٍ كُثر..
هي بيننا..
رُبما تتواجد داخل البعضِ منا
بيت محاطٌ بالحياة..
أسرة سعادتها تكمن في علامات الرضا الموسومة على وجوه أفرادها
زوجةٌ في ريعان شبابها،
وزوجها الطيب..
وحيد أبويه وفتاهم المُدلل
رُغم أنّ له من الأخوات ثلاثٌ
كان أوسطهم
وكونه ذو مركزٍ مرموق لم يشفع له هذا لديهم
والدته التي تعامله كما لو كان طفلها الصغير المُدلّه
أخواتِه البنات يعاملنه كما لو أنه هو كنزهن،
فهو ملاذهن الآمن الذي يخشين عليه ويخافون فقدانَه
يعاملنه وكأنه حكرٌ لهن وحدهن دون سواهن

كانت زوجته هي إحدى صديقات أختٌ له
رآها ذات مرة بفرح إحداهن
حدثها عنها.. وحدثتها أخته عن طلبه ورغبته
وبعد السؤال
تقدم إليها خاطبًا،..
لم يدرِ بخلده أنه سجينٌ،.. لا يحق له الاختيار أو القرار
كان لا يعلم ما يُخفى بصدور أخواته
لا يشك بحبهم له ولو لحظة
فهو الذي ورغم أنه لم يكن أكبرهم..
إلا أنه كان حاميهن دائمًا
كان ملاذهن ومأواهن إذا اشتدت عليهن الدُنى
كان عطوفًا حنونًا عليهن دائمًا أبدًا

كانت أخته تلك الصديقة فرحة لأنه قرر الزواج بصديقتها
فهي على علم بكل أحوالها وكونها صديقتها
فلقد سولت لها نفسها بأنها ستستطيع ترويضها هي وأمها،.. بل هن جميعهن..
بأنها ستكن ذات يومٍ طوع أمرهن
كونها صديقتها فكن يعلمن بأن طبيعتها استثنائية..، لا هي بالمنطوية، ولا هي بالثرثارة
وتلك التي يَبغَوْنَها، كي لا تفيض بما في جعبتها
نسوا ولربما تناسوا..
أن لكلٍ طاقته،.. إن نفذت فقد يتفرط العقد دون عودة
نسوا أن المرء يستطع الصبر بما يحمله من حبٍ في قلبه، وأنه إن تضائل هذا الحب فلا سبيل لصبرٍ أو جَلَدْ..

تزوج فتاته وعاشا معًا أوقاتًا هي أسعد ما يكون
شهورًا مضت عليهما
يلفهما الحب وتغشاهما السعادة والهدوء
قناعة ورضا ببعضهما البعض
حتى قررت والدته قطع هذا الهدوء
هي تعلم مكانتها لديه
وتعلم أن رضاها فقط نقطة ضعفه
كما تعلم أنه قد استأنس بزوجِه
حتى شغفها حبًا
لكن هي ليست كبقية الأمهات التي تتمنى لو باستطاعتها زيادة سعادة طفلها
فلقد استكثرت عليه
ظلت تردد على مسامعه عن تأخر الحمل والإنجاب
وأنه من حقه أن يستمع لصراخ طفلٍ من صلبه
أن من حقه أن يرزق بأطفالٍ
هي قد تناست أن زواجهما لم يكد يتم العام
ولكن تلك السعادة منتقصةً بنظرها
أو هي كما تراها هي
فلا تعلم خبيئتها
ظلت تُسمِعه كلما رأته أمامها بوابل من الاستفسارات الاي يخجل المرء من ذكرها مرارًا
كما استحوذت على زوجته
و کأنها قد استعبدتها
هو في عمله لا يدرك ما يدور بمنزله غير أن والدته الحبيبة لا تترك زوجته بمفردها
لا يعلم أنها وأخواته يعاملنها كخادمة لهن وهن جالساتٍ مستمتعاتٍ بوقتهن أمام مسلسلهن المفضل
لم يدرِ بخلد والدته أن تلك الزوجة الطيبة الوديعة التي كانت تعاملها كوالدتها
سيأتِ ذاك اليوم الذي ستنفجر فيه دون رجعة
قد تعبت وازداد الحِمل عليها وهي صامتة
لم يعد بها طاقة لتحمل هذا الظلم

وكانت الطامة
عندما ظلت ذات يومٍ طريحة الفراش
دون سؤالٍ
غير العتاب
عاد الزوج من عمله..
وجد الشحوب جليًا على وجهها وآثار الدموع قد حفرت أخاديدًا على خدودها الندية
فلقد ظلت يومها كاملًا باكيةً من فيض الألم

هو سؤالٌ..
وأتى بعده انفجارٌ عاصف
انفجارٌ قد أتى على الأخضر واليابس
وعندما حانت المواجهة مع والدته
لم يكد يقف أمامها حتى أتى أخواته
وكأنهن الحَمَلَ الوديع
وكان الذنب ذنبها هي..
هي من تجني على والدته وأخوته
هي من تتدلل عليهن وتزيد
هي و هي
وأنه بدموعها التي تسبق كلماتها
ويكأنها الضحية
وقد أتت تلك اللحظة التي تمنينها جميعهن
فلقد انهارت زوجته وغادرت منزلها دون عودة
وَ هُو..
طلقها بعد تلك الكلمات المسمومة التي نفثوها في أذنه
نسوا أن أبغض الحلال الطلاق
وتناست والدته بأن له من الأخوات ثلاث
كما تناست أنه كما تدين تدان ولو بعد حين ..
تناست وتناسوا هن أن الدنىٰ دائرةً دوارة ولابد من الشراب من نفس الكأس ..

وَ نهايةً..
لحظاتٌ هي تمر بك دون وعيٌ منك
تدرك من خلالها نتاج خيارك

Explore More

لقد نفذ رصيدكم

0 الحلقه الاولى “قد اوشك رصيدكم على النفاذ ” حين نعانق الراحلين في لقاء الوداع الاخير لم يبق لنا سوى دموع تبحر

“الممر”

+2 في ذلك الممر الذي لا تري فيه إلا الظلام ولا تسمع إلا صوت أنفاسك المتقطعة كان يقف “فريد” ناظرا حوله محاولا

أنا لست خائفا

0 أنا لست خائف ( الجنية السوداء آكلة الدم) منذ ايام قليله كنت في زيارة الي أحد اخوالي في محافظة الغربية بالتحديد

Add a comment