فصل من روايتي الجديدة..صانكي يدم

ديسمبر 2015
دبَّ النشاط في هذا المبنى الصغير منذ الصباح الباكر.. مدى التِزام العاملين به ونشاطهم قد يُوحي بأن المبنى مُنشَأة عسكرية.. منظر الغُموض والسُّكون الذي يُحيط بالمبنى من الخارج، ومنظر حُجراتِه والقُضبان التي وُضِعت على كل نافذة من نوافِذِه أقرب للإيحاء أنه سجنٌ من نوع خاص.
الساعة السادسة والنصف مع شروق الشمس، وسُقوط أشِّعتها على المبنى بقُضبانِه التي وُضِعت خلف كل شُرفَه.. أحدثَت أشعَّة الشمس بريقًا مُخيفًا يُروِّع الناظر إلى المبنى، كأنما اختار القائمون على المبنى هذا المكان بالتحديد ليَصرِفوا أنظار الناس عنه، وليكسبوا المبنى مهابةً مُصطًنعةً تجعل من الصعب اقتراب أي مُتطفِّل منه أو حتى تخيُّل ما يحدث بداخله.
خلف أحد نوافذه التي بدت مختلفة، اذ ليس عليها قُضبان كبقيَّة نوافذ المبنى ،يقف شخص يَحتسي كوبًا من القهوة ويشربه بعُمق مع سيجارة في اليد الأخرى، أضفَت عليه نكهة كالمُثقفين في مقهى ثقافي أو الذين
يحاولون التظاهر بذلك.
هذا المشهد قد يجعلنا نظنُّ بأن سجين مُميَّز أو عميل مُميَّز يقبع هاهنا يُعامل معاملة خاصة.. هِندامه المُتسِق وحجرته المُنظَّمة ومدى الترتيب فيها عكس كل الغُرف الأخرى قد يؤكد هذا، بيد أنه راح يتأمل بناظِرَيه في السماء الشاسعة ويشرد بذِهنه ويفكِّر ربما في وسيلة للهروب من هنا؛ غير أنه يفكر في أمر آخر، يفكر في وظيفته التي -ورغم أهميتها- يتقاضَى عنها الفُتات على الرغم مما يقدمه من خدمات جليلة وسامِية للمجتمع بأسره..
ارتداؤه للبالطو الأبيض أعطانا مؤشرًا نوعًا ما على وظيفته هنا، وجعلنا في حيرة من أمرنا أنّ المكان ليس سجنًا! هل هو مستشفى عسكري؟! هل هو سجن وهذا هو الدكتور المسئول؟! كل هذا لا يمنع تزاحم الأفكار في رأس هذا الدكتور الشاب، زوجته وطلباتها التي لا تنتهي، وصِدامه الدائم مع حَماته، وطفله الوحيد.. ااه لطفله الوحيد.. هل سيستطيع أن يُربّيه ويعلِّمه أفضل تعليم ويُنشيءه في بيئة جيدة تجعله الشخص المنشود ليُكمِل مسيرته المِهنيَّة ويستكمل أمجاد أبيه؟!
تذكَّر مُرتبه الذي يحصل عليه فخارَت كل هذه الأماني من حوله، فهو بالكاد يكفي مواصلاته واحتِساء كوب القهوة مع سجائره التي يهرب بأنفاسِها من الواقع حوله..
المُمرضات ينظرون إليه على أنه قِيمة وقامَة، وبالتالي هذا على نُقوده علامة، وكذلك العاملون هنا يتوقَّعون منه ذلك.. ولا يُدركون أنه ماليًّا في بعض الأحيان يشكو ظُروف الدَّهر أكثر منهم، ورغم ذلك عليه أن يكون منتبه جدًا في عمله.. نسبة الخطأ 0% كما نسبة السكر في الكوك زيرو أو البيبسي دايت.. وفاة أي مريض أو عدم رضاء مُرافِقيه ستجعله في مأزِق خطِر تمامًا.. رغم حساسِيَّة الموقف لن يجد أحدًا بجانبه إن وقعَت الكارِثَة، يتعجَّب الكثيرون من بُروده الدائم وربما فُقدانه لحِسِّ الحياة،
سأضعُك في مكان يموت فيه أمامك شخصان أو ثلاثة على الأقل يوميًّا وأنت المسئول عن حياتهم، ورغم مَوتِهم أنت لم تُقصِّر في عملك.
– سأعود لك بعد شهر.. التغيير الذي حدث لشَخصِك وحياتك ونَظرتك لها، هو الذي سأتعجَّب أنا منه، وهو الذي ستُنكره عليَّ رغم عِلمي فرضِيًّا بظُروفك.
قطَع حبل تفكيره أن دَلِف إلى الغرفة شخصٌ بدينٌ نسبيًّا.. وبالنسبة لمكانٍ كهذا لم نتبيَّنه بعد، يبدو عليه الانضِباط في الشَّكل والهَيبة؛ ربما هو مُدير المكان أو رُتبة أعلى من الدكتور، ربما طَرَق الباب أو لم يطرُق؛ لكِن مناداته للشارِد في خيالِه عبر نافِذة الغرفة أوجزَت ذلك.
– أحمد.. أحمد!!
انقطعَ تفكير أحمد وشُروده، ونظر إلى المُنادِي وكيف وصل إلى هنا ولم يستأذِن في الدخول.. ما إن رَآه حتى تلاشَى هذا التفكير، واعتدَل في وقفَته، وكاد كُوب القهوة أن يسقُط من يَده، ورَمق الطارِق بنظرة احترام.. أهلًا أهلًا دكتور طارق.
– صباح الخير يا أحمد.. ازيّك عامل إيه؟
– بخير يا دكتور، الحمد لله.
– أخبار أُسرتك وأخبار وليّ العهد إيه؟
– زي الفل يا دكتور، الحمدلله على كل حال.
– ها.. إيه الأخبار يا أحمد، فيه مُستجدات؟
– لأ.. حضرتك كله تمام، والأمور أغلبها مُستقِرة والحالات..
قطَع حديثهم صوتُ جَلَبة كبيرة بالخارج، قبل أن يتساءَلوا دلف أحدُهم إلى الحُجرة بدون استذان؛ ربما المكان كله قائم على عدم الاستئذان أو مشكلة مَن يأتي إلى هنا تكون كذلك!
– دكتور أحمد.. دكتور أحمد
– إيه إيه.. فيه إيه؟!
– الحَقنا.. نَزيل 13 بيحاول يهرب، والمستشفى كلها مقلوبة، الحَقنا يا دكتور.
لَم يُخبر أحمد دكتور طارق بالقِصة؛ على الأحرَى لا يحتاج، هو فقط يحتاج أن يَذهَب ليرى كيف ستَجرِي الأمور في هذه الكارثة.
على الأحرَى، هذا المكان لا تدخُل إليه بإرادتك.. وبالنظر لما يحدُث، فعلى
الأرجح أنك لا تستطيع أيضًا أن تخرُج منه بإرادتك، أو حتى أن تعود لحياتك الطبيعية السابقة إن شئت، ثمة تغيير لابد أن يحدُث.
التغيير الآن وفي وقتنا هذا مُراقَب بالكاميرات! التي سجَّلَت الواقعة.
في البداية بدا كل شيء طبيعيًا، أو لدقةٍ أكثر بدا هادئًا.. شخص مأخوذ على كرسيّ متحرك، حافي القدمين، ذو وزن زائد قليلًا، وعلامة النظارة في وجهه بجانب أذنيه، ولكنه لم يكن مرتديًا إياها.. يصاحبه طاقم يمشي حول الكرسيّ.. منظر الطاقم قد يوحي بأن الشخص على الكرسيّ المتحرك ذو أهمية.. لا نعلم هل هو مشلول أم ماذا؟! وما الذي جاء به إلى هنا؟ ربما شلَلُه أو شلّ حركته وتفكيره، أو محاولة ذلك!
اصطحبه الطاقم إلى غرفة مختلفة تمامًا عن غرفته، فغرفته كبقية الغُرف أو أغلبها في هذا المبنى.. غرفة لها نافذة واحدة، عليها قضبان حديدية تصدُّك حتى عن النظر من خلالها، سريران صغيران، ترابيزة صغيره بينهما، ولا وجود لتلفاز او أي سبيل من سُبل العيش الأخرى أو الرفاهية للتدقيق؛ لكن يوجد حمام به دُش جيد، ومياه باردة.. في الحقيقة هي نزهة هذا المشلول الوحيدة في هذا السكن، وكلما ضاقت به الأمور أو زاحمه التفكير هرع إلى الحمام، تحت مياه الدُّش لينسى كل شيء، لينسى حتى لماذا هو في هذه الغرفة المُقيتة!
بيد أن الغرفة المصحوب إليها ليست كذلك، فهي غرفة يملؤها النشاط، وتملؤها الأجهزة الطبيّة، وأشياء كثيرة تنمُّ على أن هناك حياة بالخارج
ليست كالحياة داخل غرفته، فحتى مجرد وجود أجهزة طبيّة بالغرفة يُضفي على المكان حياة، كما يُضفي الأثاث الكثير والنيش والسفرة الروح على منزل تمكُث فيه عروس جديدة تنتظر زوجها بفارغ الصبر ليعود من العمل.
أُخِذ هذا المُقيم من غرفته المُقيتة إلى هذه الغرفة ذات الأجهزة، وبدا كل شيء هادئًا وفي نِصابه الصحيح، أو كما يجب أن يكون.
رغم نظراته الغير مُريحة للطاقَم، والتي تُشعرك أنه ينقاد دون إرادته، أو حتى مسلوب منها بالكُليّة، ساد السكون لبُرهة أثناء نقل المُقيم من على كُرسيِّه المتحرك، لِيوضَعَ فوق أحد الأجهزة الطبيّة الموجودة بالغرفة، وسط حكاوى الطاقَم الطبي، كأنهم اعتادوا على هذا المشهد؛ غير أن ما ينتظرهم لم يكن مُعتادًا.
انتفض فجأة جسدُ المُقيم من على الكُرسيّ، وحينما وقف بدا فارع الطول، أو طويلًا بما يكفي للوَثب؛ لكن المؤكد أنه ليس مشلولًا إذن.
نزع سلكًا كان موصولًا بإحدى يديه، وباليد التي تحرَّرت دفع أقرب الواقفين من الطاقَم بالقرب منه، ثم دار حول الكُرسيّ المتحرك بحركة بهلوانيّة أشبه بحركات (أدهم صبري) ف زمانه، ليُصبح الكرسيّ المتحرك بينه وبين بقيَّة الطاقَم، ليُزيح الكرسيّ بكِلتا يديه على بقيّة الطاقَم، فيسقطوا جميعًا على الأرض. لو كانت هذه ضربة كرة للبولينج، لكانت حقًا مُوفَّقة للغاية.. لم ينتظر كثيرًا، فتح الباب، وأسرع بالخروج والجري في الطُّرقة، وهدفه واضح، (الخروج من الباب الرئيسيّ للطُّرقة).. الناس حوله وحتى المُمرّضين والمرضى والمرافقين لم يتفاجئوا إطلاقًا، ولم يتعجَّبوا حتى من كونه دخل الغرفة على كرسيّ متحرك، ثم خرج بهذه الحيوية والنشاط،
يبدو أن كل شيء مألوف في هذا المكان!
تجاوز المُقيم كل هذا، وحتى تجاوز الباب الرئيسي للطُّرقة، ونزل على الدَّرَج فورًا، يحاول الوصول لأسفل الباب الرئيسيّ للمكان،
إذا خرج منه فقد استعاد حياته من جديد.. إذا خرج منه استعاد كَينونته، عمله، أصحابه الذين يخرج معهم يوميًا، التلفاز، ومباريات كرة القدم التي يحبُّها، الكومبيوتر الشخصي لديه الذي يَحوي العديد من الأفلام والمسرحيات التي كان يسمعها من حين لأخر، مسرحية (هاللو شلبي) إحدى المسرحيات القديمة للرائع الراحل/ عبدالمنعم مدبولي، وكذلك أيضًا/ سعيد صالح، ونخبة من النجوم، ومازالت هذه المسرحية رغم قِدمها، تحظى بشغَفِه الدائم، وتُضحِكُه كثيرًا، أكثر من أي مسرحية أخرى، حتى لو حديثة.
منظر (عبد المنعم مدبولي) وهو يقول«طب وبعدين.. مقدرش أمشي ومقدرش أستنى.. الله، ويردّد الفنانون من بعده: الله.. مقدرش أمشي ومقدرش أستنى.. إهيه.. مقدرش أمشي ومقدرش أستنى» سعيد صالح ومقولته «يا بيه ده أستك منه فيه.. بقولك أستك منه فيه».. كل هذا وأكثر ليس على إم بي سي مصر، ولكن يدور في رأس المُقيم وهو يهرب، يريد فقط العودة لحياته الطبيعية، لَيته يستطيع أن يخبر هذا الذي يلحق به لإمساكه قبل أن يهرب، ليته يستطيع أن يشرح له حين دفعه على السلم ليسقط أرضًا، ويتأوَّه وتنكسِر قدمه، أنه ما دفعه لعداوة بينهما أو لمُشاحَنة قديمة، ولكنها غريزة البقاء، أو إن شئت قل غريزة الحرية، يريد فقط العيش بحرية، ثمة الملايين، بل المليارات يعيشون في الخارج يأكلون وقتما شاءوا، ويرقدون وقتما شاءوا، ويتنزّهون وقتما شاءوا، ولا يعبأ بهم أحد، أو يأخذهم لمكان مُقيت كهذا.
على أي حال، تخلَّص المُقيم من أول مَن لحق به على السلم، ودفعه ليَسقُط على درجاته، وسمع صوت تأوُّهاته، ولكن لم يفكر كثيرًا، وانطلق يعدو نحو هدفه، وهو الباب الرئيسي للمبنى، ثمة تشويش واضح في الرؤية بالنسبة للمُقيم، وربما نال هذا التشويش من أفكاره، هذا يفسَّر رغم حركته السريعه نسبيًا، كيف لحق به أحدهم على السلم؛
لكن هدفه الآن أكثر وضوحًا.. ها هو الباب الرئيسيّ للمبنى، سمع من خلفه الرجل الذي سقط على السلم يخبر آخر: (الحقه بسرعه، ده زاحني عالسلم، وكمل هو ناحية الباب.. الحقه قبل ما يهرب، ابن الـ *** ده…).
على الباب الرئيسيّ مشهد أخر يُثير التساؤلات..
حشد من الناس يريدون الدخول إلى المبنى، والأمن يمنعهم..
مكان لا تدخل فيه بإرادتك، ولن تستطيع أن تخرج منه لو باستطاعتك، ومع ذلك، الأمن يمنع الناس من الدخول إليه.
وصل المُقيم إلى السَّلم، حافي القدمَين، مُشوَّش الرؤية، مُنهك قليلًا من المطاردة.. منظر الأمن على البوابة قد يُوحي بأن خطة الهروب قد فشلت؛ بل بالفعل، الخُطة قد فشلت.
لامَ نفسه مرارًا وتكرارًا، كيف لَم يضع لهم حسبانًا في خطته للهروب؟!
أمسك به الأمن بنَوعٍ من الغِلظة قليلًا (على فين، على فين؟).
– المُقيم: يا عم دقيقة.. دقيقة.. سيبني!
– الأمن: أسيبك مين.. انت عبيط؟
– المُقيم: ياعم اصبر بس.. اصبر.
الناس من حولهم مُندهشون من المشهد!
– الأمن: يا عم اصبر اصبر! طب ما اديني اهو صابر
– المُقيم: صابر مين يعني.. صابر الرباعي!
صوت ضحكات الناس من حولهم في المكان..
على أصوات ضحكاتهم وصل الشاب الثاني الذي كان يُلاحق المُقيم في مطاردته، ما رآه على السلم من تأوُّهات صاحبه الذي دفعه المُقيم على السلم أثناء محاولته للهرب، وما يعلمه من معلومات، جعله لا يُبالى بضحكات الناس على البوابة؛ بل أمسك بالمُقيم من تَلابِيبِه، وآخران، في مشهد انتصار واضح لهم، كأنما سيكتب على الفيسبوك (يشعر بالنصر مع اثنين آخرين)، فقد تمكَّنوا من الإمساك بالهارب، وبدون تفكير كثير عادوا به إلى الغرفة ذات الأجهزة…
على السلم.. كان الذي سقط وحوله بعض الناس يحاولون مساندته، على الأغلب كُسِرت إحدى ساقيه.. النظرة بينه وبين المُقيم وهو يصعد ويمسكون به من تلابيبه، غير مفهومة.
على أنَّ نظرة الناس في الطُّرقة، وهم يمسكون بالمُقيم بهذه المسكة التي هي أشبه بمسكة حرامي غسيل في أحد الحارات الشعبية، كانت نظرة استغراب، وربما استنكار، وربما شفقة، أو حتى استهجان.
وضعوا المُقيم على الجهاز الطبي، ولكِن بحذر هذه المرة، وبحرص بالغ مُثير للضحك..
خاارج الحجرة، سمع كل مَن يقف بالطرقة صوت صاعقتَين كهربيَّتَين مع آهَة مكتومة،
ليَخرج بعدها من الغرفة بعض أفراد الطاقَم مع المُقيم على الكرسي المُتحرك، وهو فاقد الوعي.. تحرَّكوا صوب غرفة المُقيم المُقيتة، فتحوا الباب، وأخذوه بلا مبالاة قليلًا، ورموه على أحد السريرَين، ثم خرجوا من الباب، وللعجب، لم يُوصِدوه من الخارج.. غرق المُقيم في أحلامه بعد أن فشل في محاولته للهرب، وتنفَّس الجميع الصُّعَداء بعد هذه المغامرة، وكذلك دكتور أحمد، ودكتور طارق، وعاد الجميع لما هُم عليه،
وعاد المبنى إلى سُكونه المُخيف مرة أخرى.

– أدهم صبري، بطل روايات للجيب، ظابط مخابرات، لديه الكثير من المواهب، ويعرف في كل شيء، من المسدس حتى قاذفة الطائرات، وحتى قيادة الطائرات.

Explore More

لقد نفذ رصيدكم

0 الحلقه الاولى “قد اوشك رصيدكم على النفاذ ” حين نعانق الراحلين في لقاء الوداع الاخير لم يبق لنا سوى دموع تبحر

“الممر”

+2 في ذلك الممر الذي لا تري فيه إلا الظلام ولا تسمع إلا صوت أنفاسك المتقطعة كان يقف “فريد” ناظرا حوله محاولا

أنا لست خائفا

0 أنا لست خائف ( الجنية السوداء آكلة الدم) منذ ايام قليله كنت في زيارة الي أحد اخوالي في محافظة الغربية بالتحديد

mood_bad
  • No comments yet.
  • Add a comment