حكم الشايب

+40

١)
في مكتب وثير وواسع يجلس عمر الصياد خلف شاشة الحاسوب مبتسما لأخيه يوسف عبر مكالمة فيديو يبثا فيها إشتياقهما لبعضهما البعض:
عمر: مش الوقت جه انك ترجع بقى يا صاحبي؟
يوسف: وحشتك يا موري ولا إيه؟
عمر: انت بتهزر يابني، كان يوم مش ولا بد دا اللي اقنعتلك ابوك تكمل دراسة برا.
يوسف: مالك يا عمر قالبها جد كده؟ حاصل حاجة؟
عمر: ضغط شغل محتاجك معايا وكمان الصحافة قرفانا وطول الوقت مضطر تحط عينك ف وسط راسك علشان سمعتك متتهزش.
يوسف: تاعبينك معانا يا عمر حقك عليا، وهانت يا حبيبي وهرجع، انا أصلا في دماغي تطويرات جديدة هتنقل الشركة نقلة تانية.
عمر: ماشي يا سيدي أدينا مستنيين يكش نخلص، ياض عايز اشوفك قبل ما أموت.
يوسف: ربنا يديك طول العمر، متقولش كده يا عمر، قولي شهد مراتك عاملة إيه؟
عمر: ههههههههههه لسه بتنكد عليا زي ما هي.
يوسف: والله تستاهل تلاقيك لسه بتروحلها آخر الليل مش حاسس بنفسك.
عمر: لاااااا طالما وصلنا لحد هنا، سكة السلامة انت بقى، أشوفك على خير.
يوسف: تيك كير يا بيبي.

أغلق يوسف مكالمته مع عمر ليجد إتصالا من صديقته المصرية التي تعرف عليها أثناء دراسته في لندن:
يوسف: هاي نور.
نور: هاي جو، عايزة أقولك إن زياد خسر في الريسنج النهاردة ورجله اتكسرت.
يوسف: أوه، أنا نسيت خالص، هو في أي مستشفى؟
نور: صمم يرجع البيت، أنا لسه راجعة من عنده.
يوسف: ثانكس نور أنا هتحرك وأروحله دلوقت، باي.

أغلقت نور مع يوسف لتجد جيسي صديقتها تنظر لها نظرة أيقنت معها نور أنها ستعاود معها الحديث بشأن علاقتها بيوسف الذي لا يفسرها الأخير غير أنها صداقة بريئة فحسب، لكنها آثرت الهرب داعية إياها للإستذكار من أجل الإختبارات النهائية، ويبدو أنها نجحت بالفعل في جذب جيسي التي تصاب بهلع غير مبرر تجاه الإمتحانات.

وصل يوسف إلى زياد الذي قام بمساعدة عكازه فتح الباب ليوسف الذي دخل مهللا ومهنئا ذلك الفائز في السباق:
زياد: بطل دوشة يا يوسف أنا خسرت أصلا.
يوسف: الله، أومال الكاس دا بتاع مين؟
زياد: وقعت وأغمى عليا معرفش مين فاز.
يوسف: انت اللي فزت يابني
زياد: ستوب جوكينج، هفوز بالريسنج ازاي وأنا بقولك وقعت وأغمى عليا.
يوسف: يا عبيط انت فاكرني بهنيك على سبق الموتوسيكل؟!
زياد: أومال هيكون بإيه؟
يوسف: لا دا انت فاشل فيه عادي، أنا بتكلم على اللي فاز بقلبي.
زياد: هههههههههههههههه انت مش معقول يا يوسف، لندن كلها فشلت تغيرك.
يوسف: أحسن، أومال أبقى ساقع زيك.
زياد: هتشرب إيه؟
يوسف: انت راجل عاجز مش عايز احسسك انك معاق.
زياد: ياض لم نفسك بقى.
يوسف: ههههههههههههههه أهو رجع لأصله، لازمتها إيه عوجة اللسان، خليك هقوم اقلب عيشي أنا.

في مصر، كان كمال الدين أبا عمر يسير معه في حديقة المنزل الكبير:
عمر: يا بابا أنا مبقتش طايق حياتي معاها تقولي أخلف منها؟!
كمال الدين: لازم علاقتنا بعيلة الورداني تقوى بأكتر من جوازك من شهد، لازم يبقى فيه عصب.
عمر: اللي فيه الخير ربنا يقدمه يا بابا، أنا سلمت آخر دفعة للتجار النهاردة وقسمت الوارد على الحسابات وبعتلك الكشوفات على الميل.
كمال الدين: برافو يا عمر، أنا مبخفش عليك، ابن ابوك بحق وحقيقي.
عمر: أنا اتكلمت مع يوسف النهاردة، قالي انها هانت خلاص وهيرجع، وقال إن عنده تطويرات جديدة للشركة.
كمال الدين: مش عايزك تشغل دماغك بالشركة انت عارف احنا دنيتنا مش ناقصة قلبة وكفاية الصحافة اللي مش هيهدالي بال إلا لما أعرف بنت الذين اللي بتحفرلنا دي مين وراها.
عمر: أنا بتكلم عن يوسف يا بابا.
كمال الدين: اه يوسف، سيبه اهو ينشغل عنا، الواد دا مش ناشف كده، ياما كان نفسي أعتمد عليه معاك.
عمر: بابا هو احنا هنفضل سايبين سلمى بعد وفاة محمد كده؟
كمال الدين: حظها قليل، عايز اجوزها لأدهم نسيبك ضاربة رجلها في الأرض.
عمر: هي العيلة كلها هتتجوز ولاد الورداني ولا إيه ما كفاية.
فاجئتهم شهد من الخلف بصحن من العنب:
شهد: مساء الخير يا بابا، مساء الخير يا حبيبي
كمال الدين: مساء الخير يا حبيبتي، مالك متنح كده يا عمر.
عمر: انتي هنا من امتى؟
شهد: من وقت ما قلت كفاية، هو إيه اللي كفاية يا حبيبي؟
عمر: حبيبي دا أنا؟، احنا هنأجز النهاردة ولا إيه؟
شهد: اخص عليك يا عمر، فرحانة وجاية أفرحك انت وبابا.
كمال الدين: فرحيني يا روح بابا
عمر: الدخلة دي دخلة انك حامل، أنا شفتها في أفلام كتير.
شهد: شايف يا بابا؟
كمال الدين: مبروك يا حبيبة قلبي، أيوة انتي كده ست البيت دا كله بجد.
شهد: ميرسي يا بابا.
كمال الدين: خد مراتك وباركلها يا عمر.
عمر: حاضر.
شهد: بعد اذنك يا بابا.
كمال الدين: مع مراتك يلا.
في الوقت الذي وقف كمال الدين يبتسم لخططه القديمة التي رسمها وهي تتحقق، أتاه شريف قائد الحرس ليبوح لكمال الدين بكلمات تلون لها وجهه ويفوح من بين شفتيه: “غلط وأنا كنت مستنيه يغلط”.