• Esraa El Sheikh posted an update 3 years, 6 months ago

    اسكريبت بعنوان #الأرواح_تتلاقي ♥️

    بيوم الإثنين الموافق التاسع من شهر سبتمبر لعام ألف وتسعمائة وخمسة وثمانون، استيقظ الأستاذ مصطفي بالثانية بعد منتصف الليل على صراخ زوجته ويبدو أنها على وشك أن تلد مولودهما المنتظر، خرج مصطفي مسرعاً “بجلابية” البيت يبحث عن الست أم شلابية “الداية”.
    سأل كل من وجده أمامه عن منزلها حتى دله أحدهم عليه، طرق الباب مرة فلم يستجب له أحد فطرقه مرة ثانية بقوة أكبر كالدائن فقام من البيت مفزوعين وفتحوا له، فور رؤيتهم لمصطفي قالوا: ايوه فيه حاجة؟!
    -مش ده بيت أم شلابية
    =ايوه هو اؤمرني
    -نادي لي عليها بسرعة احسن مراتي تعبانة اوي وشكلها بتولد
    =ثواني وهتنزل لك
    عاد معها إلى حيث صراخ زوجته، فحصتها ثم خرجت إلى مصطفي وهي تقول: محتاجة مياه سخنة وعقم لي الحاجات دي بسرعة … “بعد صراع مع الآلم دام نصف ساعة تقريباً سمع مصطفي أخيراً صوت بكاء طِفله ثم خرجت أم شلابية إليه وهي تقول” … مبروك ولد، هتسميه ايه بقي؟!
    -سمير إن شاء الله
    دخل إلى زوجته ليبارك لها ويطمئن عليها ويري طفلهما، حمله بين ذراعيه وفي هذا الوقت بدأ قلبه يدق وشعر بإحساس جديد عليه، شعر بالأبوة، تمني له حياة سعيدة ثم كبّر في أنه وتركهما ليستريحا.

    *******************************

    بيوم الثلاثاء الموافق التاسع من شهر سبتمبر لعام ألف وتسعمائة وسبعة وثمانون، استيقظت مدام فاطمة من شدة ألمها، أيقنت أنها على وشك الولادة لذلك بدلت ملابسها مسرعة وأخذت الحقيبة المُعدة مسبقاً وأمرت السائق بأن يأخذها إلى أقرب مستشفي حتى تضع طفلها بسلام.
    بعد أن أوصلها السائق أمرته بأن يذهب إلى زوجها ويخبره بخبر ولادتها ومكان تواجدها حتى يأتي لرؤية طفلته.
    فور وصولها إلى المستشفي جهزتها الممرضة سريعاً استعداداً لدخولها إلى العمليات، لقد كانت ولادة عسرة كادت أن تؤدي بحياة واحدة منهم إما الطفلة “سلمي” أو والدتها لكن بفضل الله أولاً ثم براعة الطبيب تم إنقاذ حياة كلاً منهما.
    هرول الأستاذ سيد إلى المستشفي مسرعاً ليطمئن على زوجته وابنته عندما وصله خبر الولادة، عند وصوله عَلِم بأن فاطمة نائمة بحجرتها لشدة إرهاقها وسلمي ستكون تحت رعاية الأطباء لبعضٍ من الوقت.
    ذهب إلى الطبيب ليسأل عن حال طفلته فطمأنه وأخبره أنه لا يوجد ما يدعو للقلق وبأن الطفلة ستبقي تحت الرعاية حتى تستفيق والدتها وتكون قادرة على إطعامها.

    *******************************

    بيوم الأربعاء الموافق التاسع من شهر سبتمبر لعام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعون خرج سمير للاحتفال بعيد مولده الثالث عشر مع أصدقائه، وفي طريقه رأي فتاة تقف في منتصف الشارع ويبدو عليها الحيرة، ذهب إليها وسألها عن سبب حيرتها وعرض عليها المساعدة لكنها تركته وابتعدت خوفاً لذلك اقترب منها ببطئ وحذر وهو يقول: متخافيش انا عاوز اساعدك بس وانتي شاكلك تايهه … انا سمير ساكن قريب من هنا وعارف كل الأماكن واقدر اساعدك
    بدأت الفتاة تشعر بالارتياح قليلاً وبدأ الخوف يتلاشي شيئاً فشيء وقالت: انا وماما جينا هنا “واشارت بيدها إلى محل التوحيد والنور الذي يقع خلفها ثم أكملت” عشان نجيب فستان لعيد ميلادي بالليل لكن فجأة ملقيتهاش جمبي وشفتها بعيد وهي نازلة فنزلت وراها وملقيتهاش في العربية “ثم اشارت بيدها إلى سيارة لادا بيضاء تقف بجوار الرصيف” وانا دلوقتي مش عارفه اعمل ايه!
    سمير: ممكن تكون لسه جوه في المحل ومخرجتش تعالي ندخل ندور عليها … متقلقيش هنلاقيها يا…
    -سلمي … اسمي سلمي
    سمير: متقلقيش يا سلمي هنلاقيها وكله هيبقي تمام … كل سنة وانتي طيبة صحيح!
    سلمي: وانت طيب، شكراً جداً
    سمير: العفو على ايه … بالمناسبة النهاردة عيد ميلادي انا كمان
    سلمي: فعلاً! … كل سنة وانت طيب
    سمير: وانتي طيبة
    بحث معها في كل ارجاء المحل وكل ادواره حتى وجدا والدتها أخيراً تبحث عنها هي الأخري وهي قلقة، شكرته والدتها كثيراً وعرضت عليه هدية شكر لكنه رفض وودعهم وعاد إلى أصدقائه.

    ***********************************

    بيوم الأربعاء الموافق التاسع من شهر سبتمبر لعام ألفين وتسعة استيقظت سلمي على أصوات “كركبة” بالبيت فخرجت من حجرتها لتري ما يحدث وجدت الجميع يهنئها بعيد مولدها الثاني والعشرين ويُجهز للحفلة الكبيرة التى تُعدها لها والدتها كل عام!
    ذهبت إلى والدتها بغضب وسألتها عن سبب تلك الضجة وذلك الحفل السخيف الذي أوضحت بكل حسم أنها لا تريده وبأنها قد كبرت على تلك التفاهات، لم تنتظر رد والدتها وتركتها وعادت إلى غرفتها ثم بدلت ملابسها وخرجت لتذهب إلى ذلك الكافية الذي اعتادت الجلوس فيه كلما شعرت بالضيق او الغضب منذ حوالي خمس سنوات بالتحديد منذ ان تركهم واادها وحدهم وذهب.
    اخرجت من محفظتها صورة قديمة لها ولوالدتها ووالدها حيث تجلس هي على رجل والدها بكل سعادة ووالدتها بجوارهم وعلى كتفها قد وضع الأب يده لتكتمل صورة العائلة السعيدة بعيد مولد ابنتهم الحادي عشر، نظرت إلى تلك الصورة مطولاً حتى عادت بذاكرتها إلى ذلك اليوم لكن أخرجها من شرودها شاب يقف بجانب “التربيزة” متسائلاً اذا كان بإمكانه الجلوس على الكرسي الشاغر فالمكان مزدحم اليوم، فوافقت على طلبه.
    تركت الصورة من يدها على “التربيزة” ونادت على الجرسون لتطلب منه شئ وفي هذه الأثناء لاحظ الشاب الصورة ورأي الفتاة الصغيرة بوضوح، عندما ذهب الجرسون سألها الشاب: تعرفي سلمي؟!
    سلمي: أفندم!
    الشاب: سلمي البنت الصغيرة اللي في الصورة دي، انا آسف لاني شفتها بس لفتت انتباهي
    سلمي: ايوه اعرفها، ممكن اعرف انت تعرفها منين؟!
    الشاب: لاء معتقدش هتعرفيني
    سلمي: جرب تحكي لي!
    الشاب: بصي انا قابلتها من ١١ سنة بالظبط في نفس اليوم كان عيد ميلادنا احنا الاتنين وهي كانت بتشترى فستان لعيد ميلادها بالليل وفي وسط الزحمة تاهت من مامتها، المهم شفتها وهي واقفة لوحدها وساعدتها بس كده
    سلمي: سمير!
    سمير: نعم؟!
    سلمي: انت سمير؟!
    سمير: ايوه انا!
    سلمي: أنا سلمي!
    سمير: فعلاً! كل سنة وانتي طيبة
    سلمي: وانت طيب، كل سنة وانت طيب انت كمان!
    سمير: وانتي طيبة
    اتفقا على ان يتقابلا مرة أخري وبالفعل ظلا يتحدثا ويتقابلا لمدة ثلاث سنوات إلى أن قرروا انه لابد لسمير أن يذهب ليطلب يد سلمي للزواج من والدتها.
    بيوم الثلاثاء الموافق الخامس والعشرين من شهر يناير لعام الفين وأحد عشر استعدت سلمي وانتظرت سمير كثيراً ليأتي ويطلب يدها كما وعد لكنه لم يأتي!

    ***********************************

    بيوم الأربعاء الموافق التاسع من شهر سبتمبر لعام ألفين وعشرين ذهبت سلمي كعادتها لتجلس بمفردها في ذلك الكافية الذي ترتاده منذ ستة عشر عام، وأثناء شرودها وقف شاب إلى جوارها وقال: تسمحيلي اقعد معاكي شوية؟!
    نظرت إليه فوجدته سمير وقال: لاء مسمحلكش!
    سمير: طيب ممكن تسمعيني وانا هشرح لك كل حاجة!
    سلمي “بعصبية”: هتشرح لي ايه بالظبط مش فاهمة؟! هتشرح لي انك علقتني وسبتني؟! ولا هتشرح لي ازاي فضلت مستنياك لنص الليل؟! ولا هتشرح لي شكلي قدام اهلي يومها كان عامل ازاي؟! ولا هتشرح لي ايه ولا ايه؟!
    سمير: عندك حق انك تكرهيني، وعندك حق في عصبيتك، وعندك حق في كل اللي قلتيه، بس بجد كان غصب عني!
    سلمي “بسخرية”: غصب عني! … آه ما كل ما تتزنقوا في موقف بيبقي الرد غصب عني!
    ثم حملت حقيبتها وذهبت لكنه بدأ في الكلام كي يوقفها وقال: كنت جاي لك والله العظيم بس وانا في الطريق اتصابت برصاصة من الاشتباكات بتاع الثورة، رصاصة في الجمجمة أثرت على الذاكرة يعني فقدت الذاكرة وكنت ناسي حتى اسمي!
    بالفعل توقفت وعادت إلى كرسيها مرة أخري لتستمع إليه فأكمل كلامه: ممكن أجيب لك التقارير بتاع المستشفي لو مش مصدقاني “أشارت له بانه لا داعي فأكمل” فضلت في المستشفي حوالي شهرين في العناية واخر أسبوعين خرجت منها لأوضة بس فضلت للمتابعة اخد ادوية واعمل تحاليل وبعدها اتكتب لي على خروج والدكتور شخص حالتي على انها فقدان ذاكرة مؤقت، البيت عندي حاول بكل الطرق اني افتكر لكن من غير فايدة ومعرفش ليه محدشفيهم جاب سيرتك خالص، بعد سنة ونص من العلاج ولسه مش فاكر حاجة استسلمنا للأمر الواقع وبدأت اخرج من البيت لوحدي عادي، في يوم لقيت رجلي جيباني هنا قدام الكافية شفتك من الازاز برا وساعتها افتكرت كل حاجة، طبعاً ساعتها صدعت جامد واغم عليا والناس في الشارع وديتني على اقرب مستشفي، بعدها بأسبوع على طول رحت بيتكوا القديم بس الجيران قالوا لي انك نقلتي، فضلت ادور عليكي كتير تقريباً سنة ونص وانا بدور عليكي ويوم ما لقيتك كنت متاخر اوي لانه كان يوم فرحك! بعد فترة فترة عرفت بان فيه خلافات بينك وبين جوزك في الوقت ده كنت اشتريت الكافية هنا خلاص وانتي ساعتها رجعتي تقعدي هنا لوحدك، قررت وقتها اشوفك من بعيد لبعيد لحد ما عرفت امبارح انك اتطلقتي فمكانش ينفع افضل بعيد خصوصاً ان النهاردة عيد ميلادك فكل سنة وانتي طيبة!
    سلمي: وانت طيب، كل سنة وانت طيب انت كمان!
    سمير: وانتي طيبة!

    #الأرواح_تتلاقي ♥️

    #إسراء_الشيخ 💙🌸